التي تتحدث عن ثلاثة رجال فروا من الأوضاع الإقتصادية السيئة، فقرروا الهروب في خزان شاحنة إلى الكويت،في نهاية الرواية ماتوا جميعهم خنقا داخل الخزان،رغم أنهم لو دقوا جدار الخزان لكانت فرصتهم بالعيش أكبر
وهذا هو حال شعوبنا تموت دون أن تحاول دق جدار الخزان حتى تنقذ نفسها من هواة العاطفة الشعبية و حناجر الهتافات و تعدد الرايات الرمزية و طغاة المشاريع و المخططات السياسية .
هل الشعب الفلسطيني في غزة اليوم بحاجة إلى أن يقرع ابواب العالم حتى يخرج من جحيم القتل والإبادة الجماعية و المحرقة بنيران قنابل الطائرات و قذائف المدفعية التي تحاصرهم و تحصد أرواح أطفالهم و شيوخهم و نسائهم و تخنق نسيم شاطئ بحرهم و تحكم بالاعدام على رملهم عقابا له لاحتضانه لانفاقهم التي كانت المعبر الوحيد والوسيلة الوحيدة للتزود بمواد الإعاشة و الإغاثة قبل أن تزودهم بسلاحهم ، و كأن غزة عروس تتهيأ للموت كما تتجهز للحياة .
هل مجزرة غزة بحاجة إلى توثيق بالصور و انتاج الافلام الوثائقية على غرار ما نشاهده على شاشة ناشيونال جيوغرافيك ، حيث مشهد قطيع الضباع يفترس الظبي الصغير و حشد الجمهور خلف الشاشات يحبس أنفاسه و يطلق صرخاته و هتافاته مطالبا بأن يتدخل طاقم التصوير لإنقاذ الظبي أو أن تتراجع الضباع عن قرارها بافتراس ذلك الصغير و تتركه يرجع لامه ، كما يتمنوا و يظنوا أن ارتفاع هتافهم و حدة شجبهم كاف لتغير سيناريو وسلوك أفراد المشهد ، حيث لا يعلموا أنها شريعة الغاب و قوانين البرية التي وضعتها القوى الداعمة للثكنة العسكرية الاسرائيلية ، و أعطتها كامل الصلاحية و منحتها غطاء الشرعية بما تقوم به من جرائم ضد الإنسانية و الإبادة الجماعية بذريعة الدفاع عن النفس .
المرصد الاورومتوسطي أصدر تقرير جاء فيه أن غزة تم قصفها بأكثر من 25 الف طن من القنابل أي ما يقارب ضعفي قنبلة هيروشيما النووية ، و للذكر و التذكير تبلغ مساحة هيروشيما 950كم مربع مقارنة بمساحة غزة 350كم مربع ، اي بواقع 10 كغم من المتفجرات للفرد الواحد حتى الجنين في بطن أمه .
وزير التراث للثكنة العسكرية الاسرائيلية المتطرف عميحاي الياهو اقترح ضرب غزة بقنبلة نووية لحرق القطاع و من فيه ، وكأنه فرن مجهز بالحطب فقط ينتظر من يشعل النيران فيه .
الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش، في موقف جريء لرجل الأمم المتحدة طالب بتفعيل المادة 99 في مجلس الأمن في إشارة إلى خطوة غير مسبوقة و إجراء نادر استنكارا و اعترافا بأن ما ما تقوم به الثكنة الصهيونية هو جرائم حرب تهدد السلم والاستقرار الدوليين.
تقارير موثقة من هيئات و منظمات و مؤسسات أممية سجلت و وثقت جميع انتهاكات الثكنة ضد الإنسانية وتجاوزها للمعاهدات و القوانين الدولية ، وكلها تجمع و بلغة واضحة و صريحة أن ما يرتكب من انتهاكات هي جرائم حرب ترتكب بقصد الإبادة الجماعية و الدفع نحو الهجرة القسرية ، الاردن و عبر مواقفه السياسية و الديبلوماسية القوية و المقابلات الإعلامية كان من الاوائل الذي قام بالدفع و التصريح و مناشدة الضمير العالمي و الغربي و العربي بالتحرك لإدانة حكومة هذه الثكنة الاستيطانية و محاكمتها و كان على رأسها تصريحات الملك و الملكة الواضحة و الجريئة و المحرجة و التي أقامت الحجة على الدول التي تدعي الديمقراطية و الدفاع و حماية الحرية ( حرية العيش الكريم والسلام ) و حقوق الإنسان و الإنسانية ، في رسالة لهذه الدول أو القوى التي منحت الثكنة وعد بلفور لانشاء كيان هربا من الاضطهاد و الحرق كما يدعوا ، بأن موقف الأردن يتجلى و يتشبث بحقيقة أن الشعب الفلسطيني لا يحتاج إلى وعد بأرض لإقامة دولته على ترابه الوطني ( على عكس الثكنة التي و مع استمرار عدوانها سيدفع سكانها ثمنه رعبا و عدم استقرار و خوفا ) ، لكن كل ما يطالب به هو ما يفرضه الواقع و الحق بأن يعيش باستقرار و امان و تقديم له الحماية الدولية ضد الجرائم الوحشية التي ترتكبها الثكنة الصهيونية اليمينية الدينية المتطرفة بحقه ، وان نتجه نحو خيار السلام العادل و الشامل و حل الدولتين أو يتحمل هذا الكيان مسؤولية رفضه أن يكون طرفا في السلام ويتحمل مسؤولياته و يكون هناك أعلان اعتراف دولة فلسطينية ديمقراطية متعددة الإثنية و الهوية القومية أو أن يرحلوا ، لأن الشعب الفلسطيني سيبقى يدق جدار الخزان ليقول سنظل نقاوم المحتل ولن نرحل .