في إطار سعي إسبانيا لتعزيز قدراتها العسكرية وتحديث أسطولها من الدبابات، برزت ليوبارد 2 إي كدبابة قتال رئيسية متميزة ومطورة عن مثيلتها الألمانية ليوبارد 2، حيث تم إنتاجها محلياً لتلبي متطلبات الجيش الإسباني وفق برنامج "كورزيا" للتطوير في المعدات الحربية.
انطلق برنامج إنتاج ليوبارد 2 إي في عام 1994 بعد إلغاء برنامج "لينس" للدبابات، واستمر العمل حتى بدء الإنتاج المحلي في عام 2003. وقد جاء هذا التأخير نتيجة التحالف بين شركتي جنرال ديناميكس وسانتا باربرا سيستيماس ومواجهة تحديات تقنية عدة. ورغم ذلك، فإن ليوبارد 2 إي تميزت بتطوير كبير في قدراتها وخصائصها، إذ زودت بدرع متين عند مقدمة البرج ونظام تحكم وقيادة إسباني، مما جعلها إحدى أغلى وأقوى الدبابات في سلاح الجيش الإسباني.
تجمع الدبابات محلياً بنسبة 60% من مكوناتها في إشبيلية، ومن المتوقع أن تظل في الخدمة حتى عام 2025، مستعرضة التطور التقني والقدرات العسكرية التي حققتها إسبانيا على صعيد الصناعة الدفاعية.
تعد ليوبارد 2 إي انعكاساً لرؤية إسبانيا نحو الاستقلالية العسكرية وتطوير تقنيات محلية قادرة على المنافسة عالمياً. فهذه الدبابة، التي استغرق تطويرها نحو 2.6 مليون ساعة عمل وبكلفة تجاوزت 2.4 مليار يورو، تميزت بدرعها السميك وتقنياتها الحديثة، وهي اليوم تمثل حجر الزاوية في أسطول الجيش الإسباني من الدبابات.
كان الجيش الإسباني، في نهاية الثمانينيات، يمتلك دبابات من طراز إم 47 وإم 48 باتون الأمريكية وأي أم أكس - 30 أي الفرنسية، التي ورغم تطويرها إلى إم 47-إي وإم 48-إي، إلا أنها كانت تصنّف ضمن الطرازات القديمة. وقررت الحكومة الإسبانية تحديث أسطولها لتوفير آلية متطورة وفعالة تلائم متطلبات الحروب الحديثة، فجاءت ليوبارد 2 إي كخيار مثالي لملء هذا الفراغ وتحديث القوة العسكرية.
وقد دخلت ليوبارد 2 إي ساحة القتال بتصميم إسباني متين وتقنيات متطورة، مما يعزز موقعها كدبابة قتالية تناسب التحديات الحديثة وتؤكد على التقدم الكبير الذي حققته إسبانيا في مجال التصنيع العسكري.