الأردن ليس مجرد وطن نسكنه، بل هو قصة انتماء متأصلة في أعماقنا، تتجاوز كل الخلافات، وتفوق في قيمتها كل الأوطان. حبه مغروس في قلوبنا كشجرة زيتون شامخة، لا تقتلعها الرياح، وجذورها ضاربة في أعماق الروح. كيف نبتعد وأنت تعيش فينا؟ وكيف يمكن لوطن عشقناه أن يغيب عنا؟
هذه الأرض ليست مجرد جغرافيا نعيش عليها، بل هي إرث صنعه الأجداد بجهودهم، وأمل زرعه الأوفياء في ترابها. قد يكون من غرس أول شتلة بندورة أو بطاطا على أرضك قد ترك أثرًا، ولكنك أنت من غرس فينا الحب والانتماء منذ البداية. أنت أعظم من كل حدائق الدنيا، وأبهى من أي مشتل.
اليوم، نجد أنفسنا أمام رواية تحمل جزءًا من الحقيقة أو ربما سوء فهم في نقلها، لكن الموضوع أبسط من أن يأخذ أكثر مما يستحق.، ولا يمكن أن يضعف انتماءنا. لكن، يا وطني، لا خلاف يفرقنا عنك، ولا مكيدة تمحو ما زرعته في قلوبنا. أنت أكبر من أي نزاع.
الأردن هو بيت الأمان الذي فتح أبوابه لكل من دفعته الظروف للبحث عن ملاذ. احتضن من استجار به، ولم يفرط يومًا في قيمه أو في شبر من أرضه. قد لا تكون الأغنى بين البلدان، ولكنك الأغلى في قلوبنا. قد لا تكون الأجمل طبيعةً، ولكنك الأحب روحًا.
كيف لنا أن نرحل وأنت الوطن الذي يسكننا قبل أن نسكنه؟ كيف نبتعد وأنت حاضر في كل خطوة نخطوها وكل نفس نتنفسه؟ الأردن ليس مجرد أرض وحدود، بل هو هوية وكرامة متجذرة في أعماقنا.
"سنظل هنا، نزرع الأمل ونجني الوفاء، لأن الأردن بيت الأمان وموطن الانتماء، ونحن أبناؤه الذين لا يغادرون”.