يمثل الشيخ سليمان عايد الشتيوي الكعابنة، الذي وُلد مع تأسس الدولة الأردنية الهاشمية وحمل الرقم العسكري (26) في الجيش العربي ، علامة بارزة في تاريخ الأردن الحديث.
حياته المليئة بالمواقف الوطنية والمبادئ العشائرية جعلته شخصية لا تُنسى في سجل الوطن.
من ميادين الجيش إلى ساحات الإصلاح
انضم الشيخ سليمان إلى صفوف الجيش الأردني في بدايات تأسيسه، مشاركًا في بناء مؤسسة عسكرية متينة، ليكون شاهدًا على مراحل تطور الدولة الأردنية الحديثة. لم يكن خدمته مقتصرة على السلاح وحماية الحدود، بل تعداها إلى إصلاح ذات البين بصفته أحد أبرز القضاة العشائريين المعروفين بحكمتهم وعدلهم.
مواقف وطنية مشهودة
اشتهر الشيخ الكعابنة بمواقفه الراسخة التي رفضت أي مساس بالوحدة الوطنية، حيث دعا دوماً إلى نبذ الفتنة وتعزيز التضامن بين أبناء الوطن. كان صوته صوت الحكمة والعقل في كل المحافل، مؤكداً أن قوة الأردن تكمن في وحدته وتماسك شعبه.
تكريم مستحق
بعد حياة حافلة بالعطاء، رحل الشيخ سليمان إلى رحمة الله تعالى في الخامس من أبريل 2022 عن عمر يناهز 100 عام. شُيّع جثمانه في موكب مهيب إلى مثواه الأخير في مقبرة مادبا الإسلامية، بحضور واسع من أبناء عشيرته ومحبيه.
إرث خالد
ترك الشيخ سليمان عايد الكعابنة إرثاً غنيًا من القيم والتقاليد التي ستظل مصدر إلهام للأجيال القادمة. مثّل نموذجاً يُحتذى به في خدمة الوطن والإصلاح الاجتماعي، وسيبقى اسمه خالداً في ذاكرة الأردنيين كشخصية وطنية عشائرية ملهمة.
رحم الله الشيخ سليمان وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه الصبر والسلوان.