المشير عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب (1934 - 2018) يعد من أبرز القادة العسكريين في تاريخ السودان والوطن العربي. قاد السودان خلال مرحلة انتقالية حساسة بعد انتفاضة أبريل 1985، حيث تسلّم السلطة بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع. اشتهر بقراره غير المسبوق في تاريخ الانقلابات العسكرية، حين أوفى بوعده بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة بعد عام واحد فقط.
رحلة عسكرية متميزة
وُلد سوار الذهب في أم درمان ونشأ بمدينة الأبيض، حيث تلقى تعليمه. التحق بالكلية الحربية السودانية وتخرج منها عام 1958. تدرج في المناصب العسكرية وتلقى تعليمه المتقدم في كل من الأردن ومصر. رفض المشاركة في انقلاب هاشم العطا عام 1971، ما عرضه للإبعاد عن الخدمة العسكرية لبعض الوقت. عمل في قطر مستشاراً عسكرياً، حيث ساهم في تنظيم الجيش والشرطة القطرية.
الانتقال إلى السلطة وتسليمها
في أبريل 1985، ومع تصاعد الاحتجاجات ضد حكم جعفر النميري، قاد سوار الذهب انقلاباً عسكرياً أعاد فيه السلطة للشعب. شكل مجلساً انتقالياً عسكرياً وتعهد بتسليم السلطة بعد عام، وهو ما تحقق في أبريل 1986 حين سلّم الحكم لحكومة الصادق المهدي.
إرث سياسي وإنساني
بعد اعتزاله العمل السياسي، كرّس سوار الذهب جهوده لخدمة العمل الإنساني، حيث ترأس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية. توفي في 18 أكتوبر 2018 بالرياض، ودُفن في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة.
سوار الذهب سيظل مثالاً نادراً للالتزام الوطني والتضحية من أجل استقرار الشعوب، مُلهماً القادة العسكريين والمدنيين على حد سواء.