كالمعتاد يبرز دور الأردن، بقيادته الهاشمية الفذة، كركيزة مهمه وقوية في دعم الاشقاء الفلسطينيين وعلى مر العقود، وهنا نختص بالذكر قطاع غزة الذي يعاني اهله من ظروف إنسانية قاسية. وبعد تصاعد العدوان الصهيوني المتوحش بعد 7 أكتوبر 2023، برز الدور الأردني كالمعتاد من خلال التحرك الانساني والدبلوماسي بشكل مكثف لدعم الفلسطينيين وقضيتهم وإيقاف الكارثة الإنسانية التي تفاقمت بشكل غير مسبوق.
وتظهر مواقف الأردن الثابتة كركيزة أساسية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني، سواء عبر الدعم الإنساني أو الحراك الدبلوماسي. ومع استمرار العدوان على غزة، يثبت الأردن أن القضية الفلسطينية هي محور التزامه القومي، وأنه سيظل حارسًا للعدالة وصوتًا قويًا في الدفاع عن الحقوق الإنسانية وتحقيق السلام العادل.
وعلى الصعيد الإنساني، عزز الأردن جهوده لتقديم الدعم الإغاثي والطبي لسكان غزة، حيث كثفت الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية إرسال المساعدات، بالتنسيق مع المنظمات الدولية. وبرز المستشفى الميداني الأردني كمحور أساسي في تقديم الخدمات الصحية. في هذا السياق، أكد الملك عبد الله الثاني أن "الواجب الإنساني يحتم علينا الوقوف إلى جانب أشقائنا الفلسطينيين، خاصة في ظل هذه الظروف القاسية".
اما دبلوماسيًا، تصدر الأردن المشهد الدولي والعربي في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وفضح الجرائم الإسرائيلية. حيث شدد الملك عبد الله الثاني، في خطاباته الأخيرة، على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي، مؤكدًا أن "استهداف المدنيين والبنية التحتية في غزة يشكل جريمة حرب تهدد الأمن الإقليمي والعالمي". وقد عمل الأردن على حشد الجهود الدولية لوقف التصعيد وضمان حماية المدنيين.
وعلى المستوى الإقليمي، قاد الأردن تحركات فاعلة داخل الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لتوحيد المواقف تجاه ما يحدث في غزة. حيث دعا الملك عبد الله الثاني إلى موقف عربي موحد، مشيرًا إلى أن "التحديات في غزة اختبار لقدرتنا كأمة على حماية حقوق أشقائنا الفلسطينيين".
بالإضافة إلى ذلك، طالب الأردن بإجراء تحقيق دولي مستقل في الجرائم المرتكبة في غزة، مسلطًا الضوء على الانتهاكات المستمرة التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية. كما شدد على ضرورة محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أمام المجتمع الدولي لضمان العدالة.
ختاماً، يبقى الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، نموذجاً نادراً للدولة التي توازن بين المواقف الإنسانية والدبلوماسية بمسؤولية وفاعلية. إن الالتزام الأردني تجاه قطاع غزة لا ينبع فقط من الروابط التاريخية والقومية، بل من إيمان راسخ بالعدالة وحقوق الإنسان. وبينما يواجه الشعب الفلسطيني أسوأ الكوارث الإنسانية، يثبت الأردن أنه صوت العقل وصوت الحق في زمن تسوده الفوضى والظلم. إن هذه المواقف ليست مجرد ردود فعل مؤقتة، بل هي جزء من عقيدة راسخة ترى في دعم غزة وحماية الفلسطينيين واجباً قومياً وأخلاقياً لا يقبل المساومة. و بهذا الالتزام، يرسخ الأردن دوره كحارس للعدالة وشريك في بناء مستقبل أكثر استقراراً وإنسانية للمنطقة بأسرها.