كشفت تقارير إعلامية عراقية، اليوم الثلاثاء، عن فضيحة تتعلق بدخول شحنة عجول مصابة بمرض الطاعون إلى العراق عبر ميناء أم قصر في محافظة البصرة، مستندة إلى وثائق رسمية صادرة من اليمن. أثارت هذه الصفقة موجة غضب شعبي واسع، وسط اتهامات للجهات المتنفذة بالتحكم في المنافذ الحدودية وغياب الرقابة الحكومية.
وأفادت قناة "الرافدين" بأن الشحنة وصلت على متن الباخرة الجيبوتية "ليدي رشا"، ورست في الرصيف رقم 12 بالميناء، بينما أشارت تقارير إلى أن هذه الشحنة تعود لشركة عراقية لها صلات وثيقة مع جهات متنفذة، وتم تمريرها باستخدام وثائق مزورة مع شهادة منشأ وأوراق رسمية من اليمن.
وصرحت النائبة ساهرة عبد الله الجبوري، عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية، بأن الصفقة تمت بتواطؤ جهات في دائرة البيطرة قسم الأمراض الوبائية، حيث تم التوقيع على خلو الشحنة من الأمراض مقابل صفقة تسوية لإزالة شبهات الفساد عن المتورطين.
وأضافت الجبوري أن العجول تحمل "العترة السابعة" من مرض الطاعون، وأطلقت نداء استغاثة عبر "فيسبوك"، مطالبة الجهات المختصة بالتدخل العاجل لمنع تفريغ الشحنة حفاظاً على صحة المواطنين.
في المقابل، نفت وزارة الزراعة العراقية هذه المزاعم، مؤكدة أن الباخرة خضعت للفحص الكامل من قبل لجنة مختصة من دائرة البيطرة ولم يتم تسجيل أي إصابات. وأشار مستشار الوزارة، مهدي ضمد القيسي، إلى أن شحنة العجول تمت وفق تعليمات استيراد الحيوانات الحية الصادرة لعام 2010، داعياً إلى توخي الدقة في نقل المعلومات.
يذكر أن الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني قد فتحت باب استيراد العجول في فبراير 2024 بعد توقف دام 20 عاماً، بهدف خفض أسعار اللحوم التي شهدت ارتفاعاً غير مسبوق منذ منتصف عام 2023، إلا أن الأزمة ما زالت قائمة وسط انتقادات لغياب السيطرة على الأسعار.