يمتلك العدو القدرة على تحويل الهزائم في مكان إلى انتصارات في مكان آخر. وهذا ما نشهده حاليًا؛ إذ يحاول العدو تعويض هزيمته الكبرى في غزة بتحقيق مكاسب في الضفة الغربية الجريحة، عبر اقتحامها بجحافل العسكر، خاصة بعد فشل العمليات الأمنية التي تنفذها السلطة.
فالضفة الغربية، أو ما يطلقون عليه "يهودا والسامرة"، تمثل الهدف الأول لجماعات المستوطنين، تحقيقًا لمزاعم دينية تهدف إلى تفريغ الأرض من سكانها. هذا التفريغ يسعى لتأمين القوة والتمدد العسكري وتوسيع المستوطنات، مع إيجاد بديل سياسي مدعوم أمريكيًا، معززًا بالضغط على المقاومة في غزة. لعل هذا الضغط يهدف إلى دفع المقاومة نحو خرق الاتفاقيات التي أُبرمت دون رغبة من اليمين المتطرف.
وعليه، يجب علينا في الأردن أن نبقى في حالة جاهزية تتناسب مع هذه التحديات والمخاطر، التي لن تقف حدودها عند فلسطين فقط.