مع مرور أكثر من عقد على الأزمة السورية التي بدأت في عام 2011، أصبح ملف اللاجئين السوريين من أكثر القضايا حساسية في الأردن. تشير الإحصائيات إلى أن عدد اللاجئين السوريين الذين غادروا الأردن حتى الآن بلغ حوالي 18 ألفًا من إجمالي 60 ألف لاجئ، مما يفتح النقاش حول التأثيرات الاقتصادية، الاجتماعية، والسياسية لهذه العودة.
تأثيرات اقتصادية مباشرة
أكد الخبير الاقتصادي منير أبو ديه أن عودة اللاجئين قد تخفف من الضغط على الموارد والخدمات الأساسية، مثل المياه، الصحة، والتعليم. لكنه أشار إلى آثار سلبية محتملة، خاصة في سوق العمل الذي يعتمد على العمالة السورية الماهرة في الزراعة والصناعة والخدمات، ما قد يؤدي إلى فجوة يصعب تعويضها.
كما أوضح أن القطاع العقاري قد يتأثر بإفراغ حوالي 200 ألف شقة مستأجرة، مما سيقلل دخل العاملين في هذا المجال.
تحديات اجتماعية ونفسية عميقة
من الناحية الاجتماعية، يرى الخبير حسين خزاعي أن العودة قد تكون صادمة لبعض اللاجئين الذين قد يجدون منازلهم مدمرة ومجتمعاتهم متغيرة. وأكد أن السوريين اندمجوا في المجتمع الأردني، مما يعني أن عودتهم ستترك أثراً اجتماعياً واضحاً على العلاقات التي نشأت بين الشعبين.
قطاع التعليم: تطورات مرتقبة
ذكرت خبيرة التربية والتعليم ميرفت السرحان أن عودة اللاجئين ستخفف الضغط على النظام التعليمي الأردني، لكنها قد تؤدي إلى إغلاق المدارس المسائية التي أُنشئت لاستيعاب الطلبة السوريين.
أبعاد سياسية واستقرار مستقبلي
من الناحية السياسية، تبقى العودة مرتبطة بالاستقرار في سوريا. ومع تحقيق استقرار أمني واقتصادي، قد تكون عودة اللاجئين فرصة للمساهمة في إعادة الإعمار، شرط وجود خطط مدروسة تضمن لهم خدمات أساسية ودعماً كافياً.
مقابلات من أرض الواقع
عصام عياش، لاجئ سوري، قال: "رغم المخاوف، نريد إعادة بناء حياتنا في وطننا."
طالب جامعي سوري: "سعيد بالعودة، لكن القلق يسيطر بسبب التغييرات في نظام التعليم."
بين التحديات والآمال، تبقى عودة اللاجئين السوريين خطوة معقدة تحمل فرصاً جديدة لمستقبل أفضل، بينما تتطلب تعاوناً دولياً لإعادة الاستقرار وتمكين اللاجئين من بناء حياة كريمة ومستقرة.