عاد جلالة الملك عبدالله الثاني إلى أرض الوطن بعد زيارة ناجحة إلى بلجيكا، حيث تكللت جهوده بعقد اتفاقيات تعاون ودعم تعزز مكانة الأردن الدولية. وكعادته، يواصل جلالته التحرك الدبلوماسي المستمر، مسخّرًا كافة الأدوات السياسية والاقتصادية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، والتأكيد على المواقف الأردنية الثابتة تجاه القضايا الإقليمية.
منذ السابع من أكتوبر، والعالم يشهد أحداثًا متسارعة
و العدوان الإسرائيلي على غزة، وما تبعه من تداعيات سياسية خطيرة، لا سيما تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول التهجير والتأخير المتعمد للدعم الإنساني. ورغم هذه الظروف، لم يتوقف جلالة الملك عن التحركات الدبلوماسية، حيث قاد جهودًا حثيثة لوقف الانتهاكات، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، والتصدي لمشاريع التهجير والوطن البديل التي يحاول البعض فرضها على حساب الحق الفلسطيني.
رغم إمكانياته المحدودة، استطاع الأردن أن يرسّخ مكانته كلاعب أساسي في الساحة السياسية الدولية. فبفضل القيادة الهاشمية الحكيمة، يتمتع الأردن بعلاقات دبلوماسية متينة، وقدرة على التأثير في القرارات الدولية المتعلقة بالقضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية. فالأردن لم يكن يومًا متفرجًا على الأزمات، بل كان دائمًا ملاذًا لمن لجأ إليه، ومنبرًا للدفاع عن القضايا العادلة، مما أكسبه احترام العالم وتقديره.
الهاشميون… شرعية تاريخية وقاعدة شعبية راسخة
تستمد العائلة الهاشمية شرعيتها من نسبها الشريف ومن الالتفاف الشعبي حولها، حيث أثبتت على مدار العقود أنها قيادة قائمة على العدل والحكمة والشرعية الدينية والتاريخية. فالأردنيون، بعشائرهم ومدنهم ومخيماتهم، يقفون صفًا واحدًا خلف قيادتهم في مواجهة أي تهديدات تستهدف الوطن أو القضية الفلسطينية، رافضين أي مشاريع تمس سيادة الأردن أو حقوق الفلسطينيين.
لا شك أن الأردن يواجه تحديات عديدة، سواء كانت اقتصادية، سياسية،لكنه بفضل قيادته الحكيمة وموقعه الاستراتيجي، قادر على تجاوزها بثبات. فالتحديات ليست جديدة على الأردن، لكن التاريخ أثبت أن هذا الوطن وقيادته دائمًا ما يخرجون منها أقوى وأشد صلابة.
حمى الله الأردن قيادة وشعبًا، وحفظه وطنًا شامخًا في وجه الأزمات والمؤامرات. وكل عام وسيد البلاد بألف خير وسلام .