يشكّل وادي الموجب واحدًا من أبرز الكنوز الطبيعية في المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يلتقي فيه سحر الطبيعة بتضاريس درامية تأسر الأنظار وتمنح الزائر تجربة لا تنسى.
يقع الوادي على بُعد نحو 90 كيلومترًا جنوب العاصمة عمّان، ويمتد من مرتفعات محافظتي الكرك ومادبا حتى يصب في البحر الميت، عند أخفض نقطة على سطح الأرض، ما يجعله جزءًا من أخفض محمية طبيعية في العالم – محمية الموجب للمحيط الحيوي، التي تُدار من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.
تنوع بيئي فريد
تحتضن محمية وادي الموجب تنوعًا بيولوجيًا غنيًا، إذ تم تسجيل أكثر من 300 نوع من النباتات، إلى جانب عشرات الأنواع من الطيور والحيوانات، أبرزها الوعل النوبي الذي يُعد من الحيوانات المهددة بالانقراض، ويجد في تضاريس الوادي الوعرة موئلًا آمنًا.
ويُشكّل هذا التنوع البيئي دافعًا مهمًا للباحثين والمهتمين بالحياة البرية، فضلًا عن كونه وجهة مفضلة للزوار المحليين والسياح من مختلف دول العالم.
وجهة للمغامرين
يُعد وادي الموجب وجهة مثالية لمحبي المغامرة والنشاطات الخارجية، حيث تتيح المحمية عددًا من المسارات المائية والجبلية التي تتنوع بين السهلة والمتقدمة، ومن أبرزها:
ممر السيق: ممر مائي بين الجدران الصخرية العالية.
ممر الشلال: ينتهي بشلال طبيعي يمكن السباحة تحته.
ممر الملاقي: مخصص لأصحاب اللياقة البدنية العالية.
وتوفّر هذه المسارات تجربة استثنائية تجمع بين المشي والتسلق والسباحة في بيئة طبيعية أخّاذة.
أهمية استراتيجية
إلى جانب قيمته البيئية والسياحية، يضم الوادي سد الموجب الذي أُنشئ عام 2004، ويُستخدم لتخزين المياه وتزويد المناطق المحيطة بها، بطاقة استيعابية تصل إلى 35 مليون متر مكعب، ما يجعله موردًا حيويًا للتنمية الزراعية والسكّانية في المنطقة.
دعوة مفتوحة
مع توفر البنية التحتية المناسبة والخدمات السياحية الأساسية، تبقى محمية وادي الموجب وجهة مثالية لكل من يبحث عن متعة المغامرة أو سكينة الطبيعة أو دهشة الاكتشاف.
وإذ يواصل الأردن الترويج للمواقع الطبيعية كجزء من استراتيجيته السياحية، فإن وادي الموجب يقف شاهدًا على عظمة التنوع الجغرافي في البلاد، وأهمية الحفاظ عليه للأجيال القادمة.