في كل أمة رموز تحمل صورتها أمام العالم، وفي الأردن تتقدم الملكة رانيا العبدالله لتكون صوت الإنسان قبل أي لقب. هي ليست مجرد ملكة تعيش في قصر، بل امرأة جعلت من نفسها جسرًا يصل بين معاناة الناس وأحلامهم، بين احتياجات البسطاء وقرارات الكبار، بين صورة الوطن في عيون الداخل وملامحه في الخارج.
في عيد ميلادها، لا يحتفي الأردنيون بعمر جديد فقط، بل بامرأة وقفت في الصفوف الأمامية للمعاناة الإنسانية؛ بين الأطفال اللاجئين، وبين الأمهات المكافحات، وبين الشباب الباحث عن فرصة وحلم. كل مبادرة قادتها، وكل مشروع رعته، كان رسالة مفادها أن الوطن لا يزدهر إلا بالعلم، وأن المجتمع لا ينهض إلا بتمكين أبنائه وبناته.
أكثر ما يميز الملكة رانيا أنها جمعت بين قوة الدور ورقة الحضور. في عالم اعتاد أن يضع المسافة بين السلطة والناس، كسرت الملكة هذه الحواجز، فكانت قريبة من شعبها، بحديثها البسيط، بابتسامتها الدافئة، وبحرصها الدائم على أن تكون حاضرة في تفاصيل حياتهم اليومية.
إنجازاتها في التعليم، تمكين المرأة، الدفاع عن القيم الإنسانية، وحمل قضايا اللاجئين إلى العالم، ليست مجرد عناوين، بل هي فصول في قصة ملكة صنعت من العطاء أسلوب حياة، ومن الإنسانية منهجًا للعمل.
واليوم، في عيد ميلادها، لا يُحتفى بالسنوات التي مضت، بل بالأثر الذي تركته في قلوب الناس. محبة الأردنيين لها ليست بروتوكولًا ولا واجبًا، بل شعور صادق نابع من قناعة أن من يخدم وطنه بصدق، يزرع لنفسه مكانًا خالدًا في قلوب أبنائه.
وهكذا، يبقى ميلاد الملكة رانيا مناسبة يتجدد معها الإيمان بأن القيادة ليست منصبًا، بل رسالة تبدأ من القلب وتعود إلى الناس