اللواء الركن المتقاعد محمد موسى الزيادات العبادي هو أحد أبرز القادة العسكريين في تاريخ القوات المسلحة الأردنية، عرف بتفانيه وإخلاصه في خدمة الوطن ومجتمعه.
بدأ ابا زيد، مسيرته العسكرية في الأول من أكتوبر عام 1966، حيث التحق بالقوات المسلحة الأردنية وانضم إلى صفوف الدبابات، مكرساً جهوده في الدفاع عن الوطن والمشاركة في العديد من الأحداث الوطنية الهامة، بما في ذلك حرب حزيران عام 1967 ومعركة الكرامة عام 1968، ضمن الفرقة المدرعة الثالثة الملكية.
تدرج اللواء محمد الزيادات العبادي في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء ركن، وتولى خلال مسيرته قيادات هامة تضمنت قيادة الفصائل والوحدات المدرعة، والعمل كمدرب في مدرسة الدروع، إضافة إلى دوره كمعلم ورئيس معلمين في كلية الأركان، وموجه ورئيس هيئة توجيه في كلية الدفاع، فضلاً عن عمله سكرتيراً عسكرياً لسمو ولي العهد الامير حسن بن طلال وملحقاً عسكرياً في موسكو، قبل أن يتقلد قيادة الفرقة المدرعة الثالثة الملكية.
على الصعيد الأكاديمي، حصل الباشا ابا زيد ، على بكالوريوس في العلوم الإدارية والعسكرية من جامعة مؤتة، ثم تابع تعليمه العالي بحصوله على ماجستير في الاستراتيجية العسكرية من أكاديمية الدفاع الوطني في واشنطن وماجستير آخر في العلوم العسكرية من جامعة مؤتة. كما اجتاز العديد من الدورات العسكرية الهامة في الولايات المتحدة الأمريكية والأردن، شملت دورات تدريبية في القيادة والإدارة والاستخبارات العسكرية، إضافة إلى دراسات عليا في كلية الأركان الأردنية والأمريكية، وكلية الدفاع الأردنية.
بعد تقاعده في التاسع من ديسمبر عام 2001، لم ينقطع اللواء العبادي عن خدمة وطنه ومجتمعه، بل واصل دوره الفاعل في المجالات الوطنية والاجتماعية. فهو حاضر دائماً في مناسبات أقاربه ومعارفه وأصدقائه في أفراحهم وأتراحهم، ناشط في إصلاح ذات البين، معروف بكونه مفتاحاً للخير ومغلاقاً للشر، ساهم في بناء جسور المحبة والسلام بين الناس، وجعل منه شخصية محورية تحظى بالاحترام والتقدير من الجميع.
لقد حظي اللواء الركن محمد موسى العبادي بتقدير واسع من قبل أبناء عشيرته والمجتمع الأردني، ليس فقط لمواقفه الوطنية المشرفة وإسهاماته الكبيرة في خدمة الوطن، بل أيضاً لشخصيته القيادية التي جمعت بين الحكمة والإنسانية والكرم، وجعلت منه رمزاً يحتذى، ومسيرة عريقة تمثل نموذجاً فريداً للعطاء المستمر والتفاني في خدمة الوطن والمجتمع.