قرار انهاء خدمات مجموعه من المدراء التنفيذيين في بلديات الباديه الجنوبيه يعكس حالة التخبط التي تعيشها وزارة الاداره المحليه في أدارة ملفات عده .
المدير التنفيذي لأي بلديه تخضع إجراءات التوصيه بتعيينه وتقييمه وعزله لقرارات المجالس البلديه وفق أحكام القانون ، والمهام المطلوبه منه واسعه جدا في تنفيذ قرارات المجالس البلديه ومتابعة الواجبات الملقاه على عاتق البلديات .
ويخضع المدراء التنفيذيين لمزاجية وابتزاز مجالس بلديه منتخبه في حالات عده نتيجة عدم تحصين عملهم قانونا ، لان قرارالتوصيه بتعيينهم وتقييمهم وعزلهم بيد المجالس المنتخبه كما اسلفت .
وبالعوده إلى قرار انهاء خدمات مجموعه من المدراء التنفيذيين في الباديه الجنوبيه نتيجة ضعف التحصيل والايرادات ، فيبدوا ان وزارة الاداره المحليه بعيده جدا عن أحوال الناس المعيشيه وواقعهم الاقتصادي المتردي ، والأرقام المرعبه التي وصلت لها مشكلتي الفقر والبطاله في تلك المناطق ، ويجعل الناس معها غير قادرين على تأمين قوتهم اليومي وعاجزين عن تسديد مستحقات هنا أو هناك للبلديات ، ولا يجوز ان نلقي بالمسؤوليه على المدراء التنفيذيين والبيئه المحبطه التي يعملون فيها .
بعض المجالس البلديه باعتبارها منتخبه تستجيب لنداءات المعسرين من الناس بتأجيل تسديد الالتزامات المترتبه عليهم للبلديه ولا يستطيع المدراء التنفيذيين الوقوف ضد توجه المجالس البلديه في هذا السياق ، والأصل ان يحصن عمل المدراء التنفيذيين بالقانون من خلال ربط إجراءات تعيينهم وتقييمهم وعزلهم مباشره بالوزاره لا بالمجلس البلدي ، وأن يمارس المدراء التنفيذيين رقابه اداريه وماليه على أعمال المجلس البلدي بموجب القانون اذا أرادت الوزاره فعلا تطوير أدوات العمل البلدي .
نتمنى من معالي وزير الاداره المحليه إعادة النظر بقرارات انهاء خدمات المذكورين ، وأن يتم أحداث تعديلات على قانون الاداره المحليه لتحصين عمل المدراء التنفيذيين بما يوفر أدوات رقابه ومسائله في البلديات ، وخضوعهم لتقييم موضوعي وشفاف لادائهم .