في زمنٍ كثر فيه الجدل وقلّ فيه العمل، يبرز مازن باشا القاضي كنموذجٍ للرجل الأردني الأصيل، رجلٍ لا يُجيد التصنع ولا يسعى وراء الأضواء، بل يعمل بصمتٍ وإخلاصٍ كما تعلّم في مدرسة الأمن العام التي أنجبته رجلَ ميدانٍ لا يُساوم على أمن الوطن وكرامة المواطن.
لقد عرف مازن القاضي الوطن شبراً شبراً، وطاف حدوده وسهوله وجباله ووديانه، يقرأ تضاريسه كما يقرأ وجه الأردني البسيط الذي ينام قرير العين لأن هناك رجالًا يسهرون لحمايته.
هو ابن الميدان الذي تمرّس على الانضباط والدقة، فصارت المسؤولية عنده سلوكًا لا شعارًا، ومفهوم الدولة نهجًا لا وظيفة.
واليوم، وهو يعتلي أرفع موقع تشريعي في الدولة الأردنية – رئاسة مجلس النواب – لم يتغيّر، بل ظلّ وفيًّا لنهجه، واضح الرؤية، صادق الموقف، يؤمن بأن الإصلاح ليس كلمات تُقال، بل أفعال تُمارس.
يبدأ عهده بثقةٍ وهدوء، حاملاً في قلبه نبض الوطن وفي فكره خبرة السنين، واضعًا أمامه هدفًا واحدًا: أن تبقى هيبة الدولة مصونة وكرامة المواطن محفوظة.
ابن البادية الأردنية، ابن القبيلة التي رضع من قيمها النخوة والوفاء، ابن حوشا في المفرق، يواصل اليوم المسيرة من موقع المسؤولية، متسلّحًا بخبرة الميدان ونقاء السريرة.
هو من أولئك الرجال الذين لا يجهلون الناس ولا يتعالون على أحد، يعرف الأردنيين بأسمائهم وهمومهم، ويقرأ الوطن بعيون من خدموه لا من تنظّروا عليه.
وحين يتحدث مازن القاضي عن "الانضباط على إيقاع الدولة”، فإنه يتحدث بلغة رجلٍ عاش الدولة من الداخل، وفهم أن الوطن لا يقوم إلا بالتكامل بين المواطن ومؤسساته، لا بالصراع بينهما.
فهو يرى أن الإصلاح ليس مواجهةً بل شراكة، وأن البناء يبدأ من احترام القانون والذات معًا.
إننا اليوم، إذ نتابع خطواته الأولى في رئاسة مجلس النواب، نُدرك أننا أمام رجلٍ من معدنٍ خاص، صقلته التجربة وعلّمته الميادين أن القيادة ليست وجاهةً، بل تضحية ومسؤولية.
فله منا كل التقدير والدعاء:
سر أيها الباشا على بركة الله، فقد عرفناك كما عهدناك... مخلصًا لوطنك، صادقًا في قولك، وفيًّا في عملك، ورجلًا يعرف الوطن في الشبر، ويخدمه بالعمر.