أكد وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، رئيس اللجنة الوطنية الأردنية للتربية والثقافة والعلوم، الدكتور عزمي محافظة، أن الأردن يولي تطوير التعليم المهني والتقني أولوية وطنية قصوى، ضمن مسار التحول نحو اقتصاد المعرفة الأخضر والرقمي، بتوجيهات ملكية سامية.
جاء ذلك خلال مشاركة الدكتور محافظة في الحوار الوزاري الرفيع المستوى حول المهارات المطلوبة لمستقبل مستدام، الذي عقد ضمن أعمال الدورة الثالثة والأربعين للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في مدينة سمرقند الأوزبكية.
وأوضح محافظة أن الوزارة أطلقت، بدعم حكومي ورعاية ملكية، برنامج (BTEC) البريطاني للتعليم التقني والمهني كنموذج عالمي رائد لإعداد الشباب وتأهيلهم بمهارات عملية معترف بها دولياً. وأكد أن البرنامج يُطبق في المدارس الأردنية لتزويد الطلبة بالمعارف والمهارات التطبيقية التي تمكّنهم من الالتحاق المباشر بسوق العمل أو متابعة تعليمهم العالي، مشيرًا إلى مرونته وتنوع تخصصاته في مجالات تكنولوجيا المعلومات والزراعة والبناء والأعمال والسياحة والرعاية الصحية والطفولة المبكرة والرياضة.
وأضاف أن هناك مبادرات تعليمية متعددة ضمن مشاريع رؤية التحديث الاقتصادي 2023–2032 واستراتيجية التحول الرقمي، إضافة إلى مشاريع المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، الذي يركز على استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، وبناء الموارد البشرية، وتطوير المهارات.
وأشار إلى أن الوزارة استثمرت في تدريب الكوادر التعليمية والإدارية، وتطوير البنية التحتية من مشاغل ومختبرات وتجهيزات حديثة، فضلاً عن تعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص لخلق فرص تدريب وتشغيل حقيقية للطلبة.
وأكد محافظة أن تنمية المهارات التقنية والمهنية تمثل ركيزة أساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية المستدامة، مؤكدًا أن التعليم المهني والتقني ليس مسارًا بديلاً، بل مسارًا موازياً للتميز والإبداع، ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي.
وجدد الوزير التأكيد على التزام الأردن بالتعاون مع اليونسكو والدول الشريكة لتبادل الخبرات وتطوير الأطر الوطنية للاعتراف بالمهارات، وصولًا إلى تعليم شامل ومبتكر يضمن مستقبلاً أفضل للشباب ويعزز قدرتهم على التكيف مع التحولات العالمية في مجالي العمل والتعليم.
وشارك في الحوار عدد من وزراء التربية والتعليم من الدول الأعضاء في المنظمة، إلى جانب كبار المسؤولين من اليونسكو والمنظمات الدولية والإقليمية، لمناقشة سبل تطوير التعليم والمهارات لمواكبة التحولين الأخضر والرقمي، وتعزيز جاهزية الشباب لمتطلبات سوق العمل المستقبلي من خلال تنمية المهارات والريادة والابتكار.