معالي أبو حديثه شخصية وطنية محبوبة، لها حضورها ودورها الريادي في مختلف مراحل حياته، ومسيرة مشرفة امتدت بين ميادين العسكر والسياسة والجاهة الاجتماعية.
فقد كان شخصية عسكرية ذات قيادة مميزة، نالت الاحترام والقبول طوال سنوات خدمته في القوات المسلحة الأردنية. وبعد تقاعده، بدأ مرحلة جديدة من العطاء بلا حدود.
شغل مناصب نائب ومعالي لعدة وزارات، وكان سياسياً مؤثراً وشيخ عشيرة صاحب كلمة وموقف. ورغم المناصب لم يتغير؛ بقي قريباً من الناس، يسعى لخدمتهم، ويناصر المظلوم، ويمشي مع أصحاب الحاجات دون تمييز. كان بيته مفتوحاً للجميع، يستقبل المراجعين كل صباح قبل خروجه للدوام، يستمع لهم ويعمل على حل مشاكلهم دون كلل أو تذمّر، ولا يطلق وعوداً غير قابلة للتنفيذ، بل يعطي الأمل بصدق وابتسامة.
حظيتُ بشرف زيارته في بيته أكثر من مرة، سواء كان وزيراً أو نائباً أو شيخ عشيرة، وفي كل مرة كانت البشاشة ذاتها، والملقى الطيب ذاته، وكان يُشعرنا بأننا أهل وقَرابة لا مجرد مراجعين.
رحم الله فقيد الوطن أبو حديثه.
وإنّا إذ نعزي قبيلة بني صخر وعشيرة الخريشا، الجيران والأنسباء، فإننا في ملتقى متقاعدي جنوب شرق عمّان العسكريين نعزي أنفسنا أيضاً برحيل قامة وطنية بحجم معالي أبو حديثه.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنانه.