في مشهد أثار ابتسامة المارة واستغرابهم داخل أحد فروع شركة الاتصالات في اربد، تحوّل صندوق التبرعات الزجاجي الصغير – المخصص عادةً لدعم مبادرات إنسانية – إلى ما يشبه ” سلة نفايات ” مكدّسة بأوراق الفيش بدلًا من النقود.
الصندوق، الذي يظهر في الصورة ممتلئًا بقصاصات طباعة الدور وأرقام الانتظار، بدا وكأنه خرج تمامًا عن وظيفته الأصلية، إذا ان الفكرة الأساسية من وجوده هي تشجيع التبرع، إلا أن الاستخدام الفعلي عكس ثقافة مختلفة تمامًا لدى الزوّار.
عدد من المواطنين الذين مرّوا بالمشهد علّقوا بطرق متباينة، أحدهم قال لنا ساخرًا: يا زلمة إذا الناس مش لاقية تفكّ الخمسة دنانير، بدك إياهم يتبرعوا؟ خليه يحمل الفيش أحسن! بينما اعتبر آخر أن الظاهرة ليست سخرية بقدر ما هي نتيجة غياب سلات المهملات في المكان: مش منظر… بس الزباين ما لقوا وين يرموا الورق، فصار الصندوق أقرب حل.
في المقابل، رأى بعض الزبائن أن تراكم الفيش داخل صندوق التبرعات يعطي انطباعًا سلبيًا، وكأن فكرة التبرع أصبحت آخر ما يشغل بال الناس وسط الظروف الاقتصادية الضاغطة، حيث علقت زائرة كانت تنتظر دورها: الصندوق لازم يكون محترم وواضح. هيك شكله كأنه مهمَل، والناس أصلاً مش فاضية تفكّر بالتبرع.
المشهد، رغم بساطته، يعكس بوضوح تقاطع العادات اليومية مع الظروف المعيشية، وكيف يمكن لرمز بسيط كصندوق التبرعات أن يتحول إلى مؤشر اجتماعي صغير على أولويات الناس اليوم… بين من يحتاج لدعم، ومن يبحث عن سلة مهملات!