داود حميدان – قال فيصل طلال المحاميد، ممثل قطاع الشباب في محافظة معان وعضو مجلس المحافظة اللامركزية، إن تمكين الشباب وتعزيز مشاركتهم في صنع القرار ليس مجرد شعار، بل هو مشروع عملي يعمل عليه منذ توليه مهامه، مؤكدًا أن العمل الميداني وترك المكاتب كان سر بناء الثقة بينه وبين الشباب والمؤسسات الرسمية.
التحديات.. والثقة المفقودة
وأوضح المحاميد أن أول التحديات التي واجهها كانت "عدم الثقة” بقدرة الشباب في هذا العمر على أن يكونوا صُنّاع قرار. لكنه أشار إلى أن الانخراط الميداني والعمل الحقيقي على الأرض ساعدا على ترسيخ الثقة بالنفس أولاً، ثم بينه وبين الشباب والمؤسسات الرسمية في المحافظة.
البطالة ومسار التغيير
وبيّن أن الفجوة الأكبر أمام الشباب اليوم هي البطالة، لكن الوعي بدأ يتغيّر بشكل واضح، حيث يتوجه شباب معان نحو المسار المهني، والعمل الريادي، والمبادرات التطوعية، ما خلق تحوّلًا فكريًا قبل وبعد، وساهم في تحسين فرص العمل والاندماج في سوق العمل.
الأولويات عند الاستلام.. تمكين حقيقي لا شعارات
وأكد المحاميد أن أولوياته عند استلام مهامه كانت واضحة، أبرزها:
1. تمكين الشباب فعليًا وزيادة مشاركتهم في القرار المحلي.
2. تحسين البنية الرياضية والصحية في المناطق الطرفية كونها بوابة للوعي والتمكين.
3. بناء شراكات وطنية مع مؤسسات فاعلة لكسر العزلة التنموية عن المحافظة.
توقعات الشباب والصلاحيات.. الفجوة التي واجهناها
وقال إن هناك فجوة بين توقعات الشباب وما هو ممكن فعليًا ضمن صلاحيات اللامركزية، حيث كان البعض يتوقع تغييرًا سريعًا وشاملًا، إلا أن الواقع يرتبط بقيود مالية وإدارية.
وأشار إلى أن العمل كان يقوم على توضيح حدود الصلاحيات، وتنفيذ إنجازات صغيرة لكنها ذات أثر كبير في الميدان لبناء الثقة.
ملف السرطان.. أولوية إنسانية
ومن أبرز الملفات التي عمل عليها المحاميد كان ملف مرض السرطان، خصوصًا مع انتشار الإصابات في الألوية.
وتحدث عن تواصله مع:
مركز الحسين للسرطان
صاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء بنت طلال
حيث تم تنفيذ حملات تبرع بالدم، وزيارات للمركز، وحملات تثقيف وكشف مبكر للسيدات في العقبة.
البنية الشبابية والرياضية.. مشاريع تتحرك
وأشار إلى متابعته لتطوير البنية التحتية الشبابية، مثل مجمع الأميرة هيا وملعب نادي معان، موضحًا أن النادي الوحيد في المملكة الذي لا يلعب على أرض محافظته، وأن طرح العطاء سيتم خلال شهر أو شهرين لخدمة شباب معان وجمهورهم.
سماع الشباب.. وتحويل المطالب إلى خطط
وبيّن أنه اعتمد في عمله على:
الاستماع بانصات لمطالب الشباب
تحويل المطالب لمشاريع قابلة للتنفيذ
ربطها بميزانيات وجهات داعمة
تقديم إجابات واضحة ومصارحة بعدم الوعد بما هو خارج الصلاحيات
إيصال صوت الشباب داخل المجلس
وقال فيصل إنه نقل صوت الشباب بجرأة داخل المجلس، ليس كملف جانبي، بل كقضية جوهرية، وقدم توصيات ومقترحات قابلة للتنفيذ تخص:
فرص العمل
البنية التحتية
العدالة التنموية
العمل قبل المنصب.. والتحالفات الميدانية
وأضاف أنه قبل تولي المنصب كان يعمل كناشط اجتماعي، وقام بتشخيص الواقع بنزول ميداني، وليس عبر تقارير جاهزة، كما بنى تحالفات مع مؤسسات وطنية ومبادرات محلية لتفعيل الدور الرقابي والتنموي.
التعاون مع الجهات الرسمية
وأكد أن محافظة معان تتميز بتقارب بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، بالرغم من وجود معيقات فردية، إلا أن المتابعة المستمرة قادت لتعاون كبير ودعم لوجستي وبنية تحتية أفضل.
من الفكرة إلى التنفيذ.. مجمع الأميرة هيا
وأوضح أن من أبرز المشاريع التي نقلها من الفكرة إلى التنفيذ هو مشروع مجمع الأميرة هيا الرياضي، الذي سيتيح لجمهور نادي معان دعم فريقهم على أرضهم قريبًا.
مراكز الشباب.. خطوة نحو تطوير مستمر
وبيّن أن مجلس المحافظة وضع ميزانية خاصة لتحسين مراكز الشباب وصيانتها وتزويدها بالأجهزة اللازمة لدعم الثقافة والوعي الصحي.
تمثيل المحافظة.. الثقة في الشباب
وكشف المحاميد أنه اختير مؤخرًا لتمثيل محافظة معان في صياغة قانون الانتخابات الجديد للبلديات ومجالس المحافظات، واعتبر ذلك "وسام ثقة” منحه له المجتمع.
رسالة فيصل للشباب
وختم المحاميد حديثه قائلاً:
"لا تنتظروا الضوء.. كونوا أنتم النور. الواقع صعب والفرص قليلة، لكن الإرادة أكبر من كل عائق. جلالة الملك عبدالله الثاني وولي العهد هما الداعمان الأكبر للشباب. طوّروا مهاراتكم، حافظوا على الجبهة الداخلية، ولنعمل جميعًا لأردن أفضل وفكر شبابي منتج."