النائب
هالة الجراح… صوتٌ أردنيٌ ثابت في الدفاع عن القدس وتمكين المرأة وصون المصالح الوطنية
نيروز – محمد محسن عبيدات
في مشهد
سياسي يزداد تعقيدًا على المستويين الإقليمي والدولي، تبرز شخصيات برلمانية قادرة على
بناء جسور الثقة، وصياغة خطاب وطني رصين، وتمثيل الأردن بوعي عميق ورؤية متوازنة. ومن
بين هذه الشخصيات تلمع النائب هالة الجراح المساعد الأول لرئيس مجلس النواب الأردني
، التي أثبتت حضورًا لافتًا ودورًا محوريًا داخل مجلس النواب وخارجه، مدفوعة بإيمان
راسخ برسالة وطنها وقضايا أمته.
الجراح
دبلوماسية برلمانية واعية، وحضور مؤثر في بروكسل، حيث حملت الجراح
خلال اجتماعات الوفد البرلماني الأردني في بروكسل ملفات في غاية الحساسية، أبرزها القضية
الفلسطينية وحماية المقدسات، وتمكين المرأة، وتحديات اللجوء، والشراكة الأردنية الأوروبية. فقد ترأست
الاجتماع مع نائب رئيسة وفد لجنة فلسطين في البرلمان الأوروبي، ونجحت في تقديم خطاب
أردني واضح لا لبس فيه، أكدت فيه: حماية
المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والحفاظ على الهوية العربية للمدينة. الرفض
الشعبي والرسمي لكل أشكال العنف والاستيطان والتهجير غير القانوني. متانة
الشراكة الأردنية الأوروبية وأهمية تطويرها في مختلف القطاعات. الدور
الأردني الإنساني باستقبال موجات متتالية من اللاجئين، وما ترتب على ذلك من أعباء كبيرة. ضرورة
استمرار دعم "الأونروا" باعتبارها شريانًا أساسيًا لحياة ملايين اللاجئين. وقد جاءت
رسالتها قوية ومباشرة، معبرة عن موقف الأردن الثابت بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني
تجاه القدس وفلسطين، ومؤكدة أن صوت المملكة سيبقى حاضرًا في كل المحافل دفاعًا عن الحق
والعدل.
وأظهرت
الجراح اهتمامًا خاصًا بملف المرأة، باعتباره جزءًا أساسيًا من مشروعها الوطني. وقد أبرزت
أمام البرلمان الأوروبي الخطوات التي قطعها الأردن في هذا المجال، مشيرة إلى: وصول عدد
النساء في مجلس النواب إلى 27 مقعدًا. تمثيل
المرأة في مجلس الأعيان بـ 7 مقاعد. تزايد
حضور المرأة في السلطة التنفيذية والمجتمع المدني. قناعة
راسخة بأن تمكين المرأة ليس ترفًا، بل ضرورة تنموية واجتماعية وسياسية. وكان لافتًا
حديثها حول تطوير المناهج التعليمية لتهيئة جيل واعٍ قادر على استيعاب تحديات المرحلة،
مبينة أن التربية هي بوابة التغيير الحقيقي.
لم تغفل
الجراح ملف اللجوء الذي أثقل البنية التحتية والاقتصاد الوطني، فأشارت بوضوح إلى أن: اللاجئين
السوريين يشكلون ما يقارب 20% من سكان المملكة. الأعباء
تجاوزت الحدود الممكنة، خاصة في قطاعات الماء والصحة والتعليم. المجتمع
الدولي مطالب بالتحرك الجاد لضمان استمرار الدعم، خصوصًا عبر الأونروا. وقد أكدت
أن الأردن، رغم محدودية موارده، تحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، لكنه بحاجة إلى
دعم دولي دائم ليواصل أداء دوره الإنساني.
ما يميز
النائب هالة الجراح هو مزيج من الهدوء السياسي والقوة في الخطاب. فهي لا تعتمد لغة
التصعيد، بل تبني مواقفها على الحجة والوضوح والدقة، ما جعل صوتها مسموعًا ومحترمًا
في الأروقة البرلمانية. تتحرك بثقة، تستند إلى فهم عميق لملفات الدولة، وتوازن بين العمل الرقابي
والدبلوماسية البرلمانية والعمل التنموي المحلي، ما جعلها واحدة من الوجوه التي تحظى
بالاحترام في المشهد النيابي.
في كل
مواقفها، تظل الجراح وفية لثوابت الدولة الأردنية: حماية
القدس، الدفاع عن فلسطين، دعم الاقتصاد، تمكين المرأة، ومساندة الجهود الإنسانية. وهو ما
ظهر جليًا في جولتها البرلمانية الأخيرة التي نقلت فيها صوت الأردن بوضوح، وقدمت صورة
مشرّفة عن المرأة الأردنية الفاعلة والقادرة على تمثيل وطنها في أهم المحافل.
إن النائب
هالة الجراح المساعد الأول لرئيس مجلس النواب الأردني لا تمثل حزب او دائرة انتخابية
فقط، بل تمثل مسارًا وطنيًا واضحًا يقوم على الاعتدال والحكمة والدقة في الطرح والدفاع
عن هوية الأردن ودوره الإقليمي. وفي زمن تتعاظم فيه التحديات، يبقى وجود شخصيات
مثلها ضرورة لحماية المصالح الوطنية، وإيصال الموقف الأردني إلى العالم بأبهى صورة.