2025-12-08 - الإثنين
جلسة حوارية بالتزامن مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد nayrouz بحث تأسيس مجلس الأعمال الأردني - الياباني nayrouz أهالي أم قيس: إعادة تأهيل المتحف والقرية التراثية خطوة لتعزيز السياحة nayrouz ظهور أول للكوافير يحيى في كليب محمد رمضان “Toxic” بعد إحداث نقلة كبيرة في إطلالته nayrouz من يسرا إلى سرّ الطاقة… أمينة خليل تكشف شغفها العميق في لقاء صريح مع بلال العربي nayrouz إدارة السير : دورياتنا ضبطت خلال ال24 ساعة الماضية سبع مخالفات تشحيط وقيادة متهورة...تفاصيل nayrouz الزوايدة يشكر خدمات القويرة على دعم الديسة nayrouz كاراغر لصلاح: انت ملك مصر لكن ما تفعله طفولي nayrouz دائرة المكتبة في جامعة الزيتونة تنظّم ورشة لتعزيز مهارات النشر الأكاديمي. nayrouz الخريشا تتابع واقع البرنامج المهني والتقني BTEC في مدرسة أم البساتين الثانوية للبنات ...صور nayrouz بني عطية تكرم الطالبين علي الجيلو وربى اللصاصمة في تربية القصر nayrouz الشواربة يحيل 53 موظفا في الأمانة إلى التقاعد المبكر..."أسماء " nayrouz دعوة شاملة للالتزام بإرشادات السلامة وحماية الأرواح خلال الشتاء nayrouz وزير الاستثمار من محافظة الطفيلة يعلن إطلاق المشروع الاستثماري الكويتي في مدينتها الصناعية nayrouz ورشة لرؤساء وأمناء صناديق الجمعيات التعاونية في إقليم الوسط nayrouz النائب عطية: على الحكومة التفكير بجدية بزيادة الرواتب ورفع مستوى المعيشة للمواطنين nayrouz نبيل أبوالياسين : لـ "نيروز" « غوينيث بالترو» نجمة (هوليوود) من الشهرة إلى صناعة الوهم nayrouz ندوة في الطفيلة حول الانتقال إلى إدارة مستدامة للنفايات nayrouz رئيس الديوان الملكي خلال لقائه وفدا من أبناء عشيرة الكردي...صور nayrouz "الصناعة والتجارة" ونقابة الصاغة تناقشان آليات حماية قطاع المجوهرات nayrouz
وفيات الأردن اليوم الإثنين 8-12-2025 nayrouz شكر على تعاز من قبيلة بني صخر بوفاة المرحوم هيثم محمد منصور الطراد الزبن nayrouz رحيل صاحب الأثر الطيب.. الكرك تودع المهندس الشاب "صبحي الزمر" إلى مثواه الأخير nayrouz وفاة الحاج محمد وهيدان المذهان الجبور "أبو سلمان nayrouz شخانرة يكتب في الذكرى الثانية لوفاة والدته رحمها الله nayrouz وفيات الأردن الأحد 7 كانون الأول 2025 nayrouz وفاة المهندس جادالله سعود ندى عبيدات "ابو مجدي". nayrouz وفاة رجل داخل سوق الحلال في مأدبا وسط الازدحام الخانق nayrouz وفاة الشيخ الحاج علي فرحان الطهاروه nayrouz وفاة الشاب امجد دحام الدريبي الزبن nayrouz وفاة الحاجة منيفه سلامه النجم الخضير "ام هاني" nayrouz وفيات الأردن ليوم السبت 6 كانون الأول 2025 nayrouz وفاة سلامه سويلم المناجعه "ابوصالح " بعد صراع مع مرض عضال. nayrouz وفاة ماهر أمين القدومي أبو ليث في الأغوار الشمالية” nayrouz الحاج محي الدين إبراهيم الكيلاني "أبو أحمد" في ذمة الله nayrouz شكر على تعاز nayrouz قبيلة بني صخر عامة والسلمان الخريشا خاصة تشكر المُعزّين بوفاة المرحمة مني علي الرشيد زوجة المرحوم ممدوح خازر سلمان الخريشا ووالدة المحافظ حاكم ممدوح الخريشا nayrouz وفاة الرائد محمد قاسم الحراحشة.. nayrouz وفاة الحاج زهري محمود فلاح الجعافره " ابو صلاح" nayrouz وفاة الرائد محمد قاسم الحراحشة من الخدمات الطيبة nayrouz

نبيل أبوالياسين : لـ "نيروز" « غوينيث بالترو» نجمة (هوليوود) من الشهرة إلى صناعة الوهم

{clean_title}
نيروز الإخبارية :



في عالمٍ حيث تُباع الأحلام بسعر الأوهام، تطلُّ علينا نجمةٌ سينمائية لامعة لتتحول إلى قائدةٍ لتيار يضع الفكر الراقي في مواجهة الحقائق العلمية. غوينيث بالترو لم تعد مجرد وجهٍ جميلٍ على الشاشة الفضية أو مجرد اسمٍ يرتبط بقصة حب عظيمة من بطولة "شكسبير عاشقاً"، بل أصبحت رمزاً لإمبراطورية "العافية" الفاخرة التي تبيع الوهم مُغلفاً بغلاف أنيق وبسعر مرتفع. فكيف تحولت هذه النجمة، التي يصفها كتابٌ حديثٌ بأنها شخصية "أكثر تعقيداً ونفوذاً مما يظن كثيرون"، إلى أيقونةٍ في صناعةٍ تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات، بينما تحذر منها مختصةٌ في المناعة بأن "الحقائق لا تُدرّ الأرباح"؟ هذه ليست قصة نجاح تقليدية، بل هي رحلةٌ تكشف عن كيفية تحويل الشهرة إلى منصة لنشر مفاهيم هشّة، تُقوِّض ثقة الجمهور بالمؤسسات العلمية وتُحوِّل السعي وراء الصحة إلى سلعة فاخرة ومساحةً للربح لا أكثر.


من الأوسكار إلى "الوهم المُعَلَّب": التحول المثير

كانت غوينيث بالترو في أواخر التسعينيات تجسيداً للنقاء والجمال الأرستقراطي في هوليوود، لتتسلم جائزة الأوسكار وهي في السادسة والعشرين من عمرها فقط. لكن هذا الوجه العام الساحر كان الأرضية المثالية لإطلاق مشروعٍ أكثر جرأة وتأثيراً: علامتها التجارية "غوب" (Goop). انطلقت هذه العلامة عام 2008 كنشرة بريدية بسيطة، لكنها سرعان ما تحولت إلى إمبراطورية تشكلت بجهدٍ شبه فردي منها لتسهم في تشكيل صناعة "العافية" العالمية التي تقدر قيمتها بـ 6.3 تريليون دولار. لم تبتكر بالترو هذا المجال، لكنها منحته لغة جذابة ومُغرية، تروج لحياة نقية بعيدة عن "السموم"، وتجمع بين البساطة والفخامة في آنٍ واحد. الأهم من ذلك أن هذه الحياة النقية تحمل كلفة باهظة جداً، حيث باتت "العافية" سلعة نخبوية تُباع لأولئك الباحثين عن الراحة النفسية، بغض النظر عن أساسها العلمي.


بيضة اليشم وغسول القهوة: وجوه العلم الزائف

لم تكتفِ بالترو بمشاركة نصائح حول أسلوب الحياة، بل تخطت ذلك إلى الترويج لمنتجات ونظريات تفتقر لأي أساس علمي متين. كان أبرز مثال على ذلك "بيضة اليشم"، التي بيعت بسعر 66 دولاراً كأداةٍ مهبلية لتعزيز "الطاقة الأنثوية"، لتنتهي القصة بدفع "غوب" غرامة قدرها 145 ألف دولار بسبب الإعلانات المُضلِّلة. كما روجت عبر منصتها لحقن شرجية من القهوة، ونشرت تأملاتٍ لشخصيات مثل الشامان دوريك فيريت، الذي يزعم في كتاباته أن الأطباء يروجون للعلاج الكيميائي بدافع الربح.

بهذه الخطوات، منحت غوينيث، بوجهها المشهور وعلامتها التجارية، شرعيةً لأفكار هامشية ونقلتها إلى دائرة الضوء. تقول أندريا لوف، اختصاصية المناعة والميكروبيولوجيا، في تعليق لاذع موجه لصناعة من هذا النوع: "الحقائق لا تدرّ الأرباح... ولا تثير الإعجاب". هذا بالتحديد هو جوهر الخطر الذي يمثله نموذج "غوب": فهو لا يكتفي ببيع المنتجات، بل يغذي حالة من عدم الثقة تجاه العلم المؤسسي والطب التقليدي، مما أسهم بشكلٍ لا يمكن تجاهله في أزمة المعلومات الصحية المضللة التي نواجهها اليوم.


نظام غذائي أم تجويع مُقنع؟ انتقادات تتصاعد

في محاولةٍ لجعل فلسفتها نمط حياة، كشفت بالترو مؤخراً عن روتينها الغذائي اليومي، لتصبح موضع انتقادٍ حاد من خبراء التغذية وعارضة الأزياء والناشطة تيس هوليداي، التي تعاني شخصياً من اضطراب في الأكل. نظام بالترو يعتمد على الصيام المتقطع لساعات طويلة، حيث تتوقف عن الطعام من السابعة مساءً حتى الثانية عشرة ظهر اليوم التالي، لتقتصر وجبة فطورها على مشروبات مثل عصير الكرفس مع الليمون. تليها التمارين الرياضية والساونا، لتتناول وجبة الغداء التي تكون في كثير من الأيام عبارة عن مرقة عظام فقط، بينما يقتصر العشاء على الخضار في إطار ما يسمى بـ "حمية باليو".

· خطر الحميات المقيدة: تعتبر أخصائية التغذية كيم ليندسي أن بالترو تروج لعدد من الأنظمة الغذائية المقيدة وغير المستدامة، مما قد يؤدي إلى تقلب الوزن وزيادة خطر الإصابة بالأمراض المزمنة واضطرابات الأكل.
· رسالة سلبية للجسم: تشير هوليداي إلى خطورة تقديم هذا النموذج على أنه "ملائم وجيد"، في وقت يكافح فيه المجتمع ضد سمات ثقافة الحمية "المرهقة" والمنتشرة.
· فجوة نخبوية: تروي هوليداي حادثة في حفل هوليوودي فاخر، حيث أعلنت بالترو أمام الجميع أنها ستتناول مع أصدقائها "بيتزا القرنبيط" الخاصة من دون جبنة، في موقف يعكس الفجوة بين عالمها النخبوي وحياة الناس العاديين.


"أولاد المحسوبية": دفاع بالترو عن الامتياز

في تعاملها مع قضايا تتجاوز الصحة، أظهرت بالترو موقفاً مثيراً للجدل فيما يخص "ثقافة أولاد المحسوبية" في هوليوود. دافعت عن حق أبناء المشاهير في اتباع خطى آبائهم، قائلةً إنه لا حرج في ذلك، تماماً كما لا يُهاجم طفلٌ يرغب بأن يصبح طبيباً مثل والده. وأضافت أنه إذا نشأ الطفل في منزل يضم فنانين، فمن الطبيعي أن ينغمس في عالم الفن.

لكن دفاعها حمل إقراراً ضمنياً بعدم تكافؤ الفرص، حيث أقرت بأن كونك "ابن شخص ما" يمنحك وصولاً لا يتمتع به الآخرون. لتعود وتؤكد أن هذا الامتياز يفرض مسؤولية مضاعفة: "عليك أن تعمل بجهد مضاعف تقريباً وأن تكون أفضل بمرتين". هذا الموقف يعكس جانباً من رؤيتها للعالم، حيث يتم قبول الامتياز كأمر واقع، على أن يوازيه جهد لإثبات الذات، وهو منطق يرى فيه منتقدوها تبريراً للبنية الطبقية في الصناعة الفنية بدلاً من تحديها.


الوهم له ثمن، والعافية ليست سلعة

في النهاية، قد لا تُذكر غوينيث بالترو في المستقبل بسبب أدوارها السينمائية بقدر ما ستُذكر كساحرة العصر الحديث، التي أتقنت فن تحويل القلق الإنساني القديم نحو الصحة والجمال إلى سلعة فاخرة قابلة للتغليف والبيع. لقد كشفت للعالم، ربما عن غير قصد، عن حجم الفراغ الروحي والقلق الوجودي الذي يمكن لاقتصاد السوق أن يستغلّه، ومدى استعداد الناس لدفع الثمن من أجل وعدٍ بالطمأنينة، حتى لو كان هذا الوعد قائماً على علوم هشة.

يقول أحد الخبراء إن صناعة العافية التي تفوقت في حجمها على شركات الأدوية الكبرى، "تعتمد في أرباحها على الخوف والحلول غير المثبتة". وهنا تكمن المفارقة الأكبر: في عالم يزداد تعقيداً وتتعرض صحتنا فيه لتحديات حقيقية، ينتشر نموذج يبيع الوضوح المزيف والبساطة الخادعة. السؤال المصيري الذي تتركنا إمبراطورية "غوب" أمامه ليس عن فعالية بيضة اليشم أو طعم مرقة العظام، بل سؤال أعمق وأكثر إيلاماً: هل أصبحت راحتنا النفسية وصحتنا مجرد سوقٍ آخر، تُدار بلغة الإعلانات الجذابة بدلاً من لغة الأدلة العلمية الرصينة؟ وبهذا، تتحول النجمة التي كانت تبيع لنا أحلاماً على الشاشة، إلى تاجرةٍ تبيع لنا أوهاماً في حياتنا الواقعية، وتذكيراً صارخاً بأن للوهم ثمناً باهظاً، يدفعه جيب المستهلك أولاً، وثقافته وصحته المجتمعية أخيراً.