أصدر معهد بوخوم الألماني لأبحاث السيارات مؤخرًا تقريرًا يتنبأ بسوق سيارات الركاب العالمي في عام 2026، مشيرًا إلى أن أهمية الصين في سوق السيارات العالمي تتزايد بشكل أكبر، وأن مستقبل صناعة السيارات يكمن في التعاون مع الصين.
قال فرديناند دودنهوفر، مؤلف التقرير والخبير الألماني في اقتصاديات السيارات ومدير معهد بوخوم للسيارات: "بدون التواجد في السوق الصينية، من المستحيل دخول صناعة السيارات بشكل حقيقي." مضيفًا أن وفورات الحجم المتزايدة التي يوفرها السوق الصيني وسلسلة التوريد المتكاملة فيه، بالإضافة إلى التطور السريع والابتكار الذي تشهده الصين في التقنيات المتطورة مثل بطاريات الطاقة ومركبات الطاقة الجديدة وتقنية القيادة الذاتية، أصبحت محركات رئيسية للتحول نحو السيارات الكهربائية والذكية في صناعة السيارات العالمية.
ويُظهر التقرير أن مبيعات سيارات الركاب العالمية ستتجاوز 81.3 مليون وحدة في عام 2025، وهو أعلى مستوى منذ ثماني سنوات. وفي عام 2025، من بين أكبر 15 سوقًا عالميًا للسيارات، شهدت كل من الصين والولايات المتحدة والهند وتركيا نموًا في مبيعات سيارات الركاب بنسبة تزيد عن 4٪. ومع ذلك، ستكون أداء أسواق السيارات الأوروبية الرئيسية أقل من التوقعات، حيث ستشهد ألمانيا زيادة بنسبة 0.7٪ فقط في المبيعات، بينما ستشهد فرنسا وإيطاليا انخفاضًا بنسبة 4.8٪ و2.6٪ على التوالي.
بالنظر إلى المستقبل حتى عام 2026، يتوقع التقرير أن تتجاوز مبيعات سيارات الركاب العالمية 83.4 مليون وحدة، مما يمثل نموًا بنسبة 2.6٪. وسترتفع مبيعات سيارات الركاب في آسيا بنسبة 3.8٪ تقريبًا، وستزداد حصة الصين من الإنتاج والمبيعات العالمية بشكل أكبر.
كما يشير التقرير إلى أن آسيا تُعد محركًا رئيسيًا للنمو في إنتاج السيارات ومبيعاتها عالميًا، بينما تتراجع حصة أوروبا في السوق. بحلول عام 2025، تم إنتاج أكثر من 60% من سيارات الركاب العالمية في آسيا، بينما لن تتجاوز حصة أوروبا حوالي 15%. ويتوقع التقرير أنه في عام 2026، وبسبب زيادة المنافسة في القطاع وسياسات التعريفات الجمركية الأمريكية، ستنخفض حصة ألمانيا، بل وحصة أوروبا بأكملها، من إنتاج سيارات الركاب العالمية بشكل أكبر.
وأكد دودنهوفر بأن آسيا هي القوة المهيمنة في صناعة السيارات العالمية، وتحتل الصين مكانة بالغة الأهمية في هذا القطاع. وبحلول عام 2026، ستواصل الصين ترسيخ مكانتها كأكبر سوق للسيارات في العالم، وأكبر منتج للسيارات، وأكبر مصدر لها.