وجه مدير التربية والتعليم للواء الجامعة الدكتور مازن الهديرس رسالةً تربويّةً توعويّةً إلى الطَّلبة المُقبِلين على امتحان الثانويّة العامّة (الدورة التَّكميليّة).
وقال الهديرس في رسالته :
أبنائي وبناتي الطَّلبة،
يا من تَحمِلون في الصُّدورِ أحلامَ الغد، وفي العيونِ قلقَ الانتظار، وفي القلوبِ رجاءَ النَّجاح.
السَّلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته،،،
نلتقي اليومَ على أعتابِ مَرحلةٍ مفصليّةٍ من مَسيرتِكم التَّعليميّة، مرحلةٍ لا تُقاسُ بقِصرِ أيّامِها، بل بعِظَمِ أثرِها، ولا تُقاسُ بثِقَلِ امتحانِها، بل بقيمةِ ما تُؤسِّسُ له في حياتِكم القادمة. إنّ امتحانَ الثانويّةِ العامّة – الدَّورةَ التَّكميليّة للعام 2025 / 2026 ، ليس حُكمًا نهائيًّا على قدراتِكم، ولا نهايةَ الطَّريق، بل هو فُرصةٌ جديدة، وبابُ أملٍ مفتوح، ومساحةُ استدراكٍ لمن أراد أن يُحسِنَ العَودَ إلى الهدف بثباتٍ وثقة.
أبنائي وبناتي الطلبة،
إنّ التَّعليمَ لم يكن يومًا سباقًا لِلسُّرعة، بل مسيرةً للفَهم، وبناءً للصَّبر، واختبارًا للإرادة. وما هذه الدَّورةُ التَّكميليّةُ إلّا شاهدٌ حيٌّ على أنّ الإخفاقَ العابر لا يُلغِي القُدرة، وأنّ التَّعثُّرَ المؤقّت لا يُنهي الحُلم، وأنّ من يملكُ العزيمةَ يملكُ دومًا فرصةَ النُّهوض.
أوصيكم، وأنتم تدخلون قاعاتِ الامتحان، أن تدخلوا بقلوبٍ مطمئنّة، ونفوسٍ واثقة، وعقولٍ مُرتّبة، قد أخذت بالأسباب، وتوكّلت على ربّ الأسباب.
تذكّروا أنّ القلقَ المُفرِط يَسرِقُ منكم تركيزَكم، وأنّ الثِّقةَ بالنَّفس تُعينُ على استحضارِ المعرفة، وأنّ الهدوءَ نصفُ النَّجاح.
أبنائي وبناتي الطلبة،
التزموا بالتَّعليمات، واحترموا نظامَ القاعة، واجعلوا من أخلاقِكم قبل علمِكم عنوانًا لكم؛ فالأمانةُ ليست ورقةَ امتحانٍ فقط، بل قيمةٌ تُرافقُ الإنسانَ ما عاش. اكتبوا بهدوء، واقرؤوا الأسئلةَ بتأنٍّ، ونظّموا وقتَكم بحِكمة، ولا تُبدِّدوا طاقتَكم في سؤالٍ عسيرٍ على حسابِ أسئلةٍ أيسر. واعلموا أنّ كلَّ سؤالٍ له مفتاح، وكلَّ تعبٍ له ثمرة، وكلَّ جهدٍ صادقٍ لا يضيع.
ولا تنسوا – يا أحبّتي – أنّ وراءكم آباءً وأمّهاتٍ سهِروا، ودعَوا، وانتظروا، وقلوبُهم معلّقةٌ بنجاحِكم، وأنّ هناك مُعلّمين ومُعلّماتٍ بذلوا من علمِهم ووقتهم وحرصِهم الكثير، إيمانًا بكم، وثقةً بقدراتِكم. فكونوا على قدرِ هذه الثِّقة، وردّوا الجميلَ بالاجتهاد، والاحترام، والسَّعي الجاد.
أبنائي وبناتي الطلبة،
إنّ النَّجاحَ الحقيقيَّ لا يُختَصَرُ في علامةٍ، ولا يُقاسُ برقمٍ، بل يُقاسُ بما تعلّمتموه من صبرٍ، وانضباطٍ، ومثابرة، وبما ترسّخ فيكم من قيمِ الجدِّ والاعتمادِ على النَّفس. فامضوا إلى امتحاناتِكم وأنتم تُردِّدون في داخلكم: نستطيعُ، وسنبذلُ، واللهُ لا يُضيّعُ أجرَ من أحسن عملًا.
أدعُوكم إلى أن تجعلوا هذه الدَّورةَ التَّكميليّةَ بدايةً جديدة، لا صفحةَ حزن، وأن تتعاملوا معها بعقلِ الرَّاجي، لا بروحِ المُنهَك. ارفعوا رؤوسَكم عاليًا، وامشوا بثبات، فالأوطانُ تُبنى بسواعدِ أبنائِها، والمستقبلُ يُكتَبُ بإرادةِ الشَّباب.
وفي الختام، أسألُ اللهَ العليَّ القدير أن يشرحَ صدورَكم، ويُثبّتَ قلوبَكم، ويُسدِّدَ أقلامَكم، ويجعلَ التَّوفيقَ حليفَكم، والنَّجاحَ رفيقَ دربِكم، وأن يُحقِّقَ لكم ما تتمنّونه من خيرٍ، ويردَّكم إلى أهاليكم بقلوبٍ فرِحة، ووجوهٍ مُشرِقة.