عبيدات يكتب .. فرسان السلام، حين تتحوّل
الإدارة إلى رسالة، والإنسان إلى أثر
نيروز – بقلم
المهندس وصفي إبراهيم عبيدات
من الشخصيات التي يكفي أن تلتقيها مرة واحدة
لتدرك أنك أمام قيمة إنسانية وإدارية استثنائية، يبرز الدكتور أمين أبو حجلة، رئيس
فرسان السلام، بوصفه نموذجًا لرجل لا تُقاس مكانته بطول الجلسات، بل بعمق الأثر الذي
يتركه في الذاكرة والوجدان. فحضوره هادئ، وكلمته موزونة، وسلوكه يعكس أدبًا رفيعًا
وفهمًا عميقًا لأصول القيادة والإدارة الحديثة، مقرونًا بقدرة لافتة على تحويل الأفكار
إلى منجزات ملموسة.
لم تطُل جلساتنا، لكنها كانت كافية لتكشف
عن شخصية تعرف ماذا تريد، وكيف تصل إليه، وتؤمن بأن العمل المؤسسي الحقيقي يبدأ من
احترام الإنسان، ضيفًا كان أم شريكًا. وقد كان لي شرف تلبية دعوة فرسان السلام في مؤتمرهم
السابق للحديث عن قصة نجاح، وهي تجربة تركت لدي انطباعًا عميقًا عن مستوى الاحتراف
والتنظيم والرؤية الواضحة التي تحكم عمل هذا الصرح.
وفي هذا العام، تشرفت بدعوة شخصية من الدكتور
أمين أبو حجلة لحضور حفل الافتتاح، فوجدت نفسي أمام لوحة تنظيمية متكاملة: دقة في المواعيد،
انسيابية في الإجراءات، ترحاب صادق، واهتمام حقيقي بالضيف، يجعلك تشعر بأنك محور الحدث
لا مجرد رقم في قائمة المشاركين. هذا الإحساس لا يُصنع صدفة، بل هو نتاج ثقافة إدارية
تؤمن بأن التفاصيل الصغيرة هي التي تصنع الفارق الكبير.
إن الروح التي تُدار بها مؤتمرات فرسان السلام
تعكس صورة مشرّفة عن الأردن، وتسهم بفاعلية في الاستقطاب الثقافي والعلمي من مختلف
الدول العربية والإقليمية، كما تفتح المجال أمام إبراز الكفاءات، وتكريم الإبداع، وبناء
جسور من الحوار الإنساني القائم على الاحترام والتعاون والسلام.
وإلى جانب هذه القيادة الحكيمة، تبرز الصبية
الإربدية صفاء نصيرات، مثالًا ناصعًا للعمل الجاد الصامت؛ تلك التي لا تبحث عن الأضواء،
بل تصنعها بجهدها. تخطط، وتنسّق، وتتابع أدق التفاصيل حتى اللحظة الأخيرة، بحضور فعّال
وطاقة لا تعرف التعب، لتكون شريكًا حقيقيًا في نجاح كل فعالية. حضورها يؤكد أن النجاح
عمل جماعي، وأن خلف كل إنجاز فريقًا يؤمن بما يفعل.
مبارك للأردن هؤلاء الفرسان الحقيقيون للسلام،
الذين لا يكتفون برفع الشعارات، بل يصنعون الفرق على أرض الواقع، ويقدّمون صورة الوطن
بأبهى تجلّياتها الإنسانية والحضارية.
تحية إجلال وتقدير لفرسان السلام… فرسان العمل،
وفرسان الفكرة، وفرسان الأثر الذي يبقى.