مع انتهاء العام، يقف الإنسان على عتبة زمنية فاصلة بين ذاكرة الماضي ورهان المستقبل. فالعام المنقضي ليس مجرد أرقام تتبدّل على التقويم، بل هو حكاية إنسانية متكاملة الأبعاد، نسجتها أيامٌ من الكدح والصفاء، والفرح والتحديات، والنجاحات والإخفاقات. إنه كتاب أُغلق غلافه ليُفتح كتاب جديد، تحمل صفحاته البيضاء وعودًا وإمكانيات لم تكتشف بعد و
في هذه اللحظة التأملية، تطفو على السطح أسئلة وجودية تمس جوهر رحلتنا:
· ماذا أنجزنا في رحلتنا خلال هذه الأشهر الاثني عشر؟
· ماذا تعلمنا من انتصاراتنا وإخفاقاتنا؟
· أي أثر تركناه في حياتنا وفي حياة من حولنا؟
· هل كنّا نسير في الاتجاه الذي نريده لأنفسنا؟
إن نهاية العام فرصة ثمينة للمراجعة الصادقة والهادئة، لا لغرض جلد الذات ولا لتمجيدها دون وجه حق، بل لفهم المسار الذي سلكناه وتصحيح الاتجاه نحو ما نطمح إليه. إنها دعوة للتوقف عن الجري قليلاً، والتطلع إلى الخريطة التي رسمناها لأنفسنا لنرى إن كنّا نسير في الطريق الصحيح.
في هذه المراجعة، تدعونا النهاية إلى:
شكر النعم التي حُبينا بها، كبيرها وصغيرها،و التصالح مع الإخفاقات وتقبلها كجزء من مسيرة التعلم والنمو،واستخلاص الدروس التي تسهم في بناء شخصيات أكثر نضجًا وحكمة.
كما توقظ فينا نهاية العام بذرة الأمل المتجددة، فالعام الجديد يأتي كصفحة بيضاء ناصعة، تحمل وعودًا ببدايات جديدة وفرصًا لم تُختبر بعد. إنه إعادة تشغيل للطموحات، وتجديد للعزائم، وإمكانية لكتابة فصل مختلف من فصول حياتنا.
ختامًا، تبقى الأمنية الأجمل أن يكون القادم أكثر سلامًا وإشراقًا، وأن نكون نحن أكثر وعيًا وحكمة وقدرة على العطاء. فالأعوام تمضي سريعة لا تلتفت إلى ورائها، لكن القيمة الحقيقية للحياة تكمن في كيفية عيشنا لها، وكيف نصنع من كل عام فرصة للنمو والتأثير الإيجابي.
لنحمل معنا إلى العام الجديد دروس الماضي دون أعبائه، وأمل المستقبل دون أوهامه، ولنبدأ رحلتنا الجديدة بقلوب أكثر شجاعة وعقول أكثر حكمة. فالحياة رحلة مستمرة من التعلم، والعام الجديد محطة جديدة فيها مليئة بالإمكانيات والفرص التي تنتظر منّا أن نكتشفها ونستثمرها بحكمة.