أجرت حماية المستهلك استطلاعاً مطولاً مع عدد من ربات البيوت حول أهم
نمطين من أنماط الثقافة الاستهلاكية والشرائية السائدة وهما النمط الشرائي
والنمط الاستهلاكي. وذلك نتيجة لشيوع ممارسات الاستعراض والمبالغة في هذين
النمطين لدى الأسر الأردنية.
وقال د. محمد عبيدات رئيس حماية
المستهلك أن نتائج الاستطلاع الذي أجراه فريق من المتطوعين في حماية
المستهلك بين أن الأغلبية العظمى من ربات البيوت الأردنيات يقمن عادة بشراء
كميات أكبر من حاجة أسرهن عند قراءة أو مشاهدة أي إعلانات عن تنزيلات على
هذا الصنف المروج له من قبل بعض التجار وذلك بهدف جمع المزيد من الأموال
نتيجة الاستخدام المكثف للإعلانات التضليلية المخادعة والتي تفتقر لأدنى
درجات المصداقية والشفافية بالإضافة إلى إشباع عادة الشراء غير المنضبط لدى
معظم الأسر.
وأكد د.عبيدات أن نتيجة هذه الممارسات التضليلية
والمخادعة مع الاستجابات غير المدروسة من قبل معظم ربات البيوت اللاتي يقمن
بالشراء للسلع المروج عنها بهذه الطريقة وبكميات أكبر من حاجات الأسر
أصلاً أدت إلى تشويه أنماط الشراء والاستهلاك.
وأشار د. عبيدات أن
ربات البيوت يقمن بشراء ما يلزم وما لا يلزم ووبالتالي يقمن بدفع كلف
إضافية وهو ما يؤدي بالنتيجة النهائية إلى إضعاف قدراتهن الشرائية
باستمرار.
ونوه د. عبيدات أن هذا الفعل التضليلي المخادع والصادر
من قبل بعض التجار هو الذي يحقق تشويها واضحاً في قيم الشراء الأصلية
والمتوازنة التي ورثناها عن الأباء والأجداد وأيضاً في السلوك الاستهلاكي
المرتبط بالطبخ لدى معظم ربات البيوت والذي يختلف شكلاً ومضموناً عن نمط
الطبخ الذي كان سائداً لدى الأمهات والجدات بالرغم من اختلاف القدرات وعدد
السلع المتاحة.
وبين د. عبيدات أن معظم ربات البيوت الحاليات تقع
عليهن مسؤوليات كبيرة بسبب مساعدتهن في إنشاء قيم طبخية استهلاكية جديدة
تخالف تراثنا الاجتماعي والديني الذي يدعو إلى الاقتصاد بالنفقة
والاستهلاك. كما أن هذا النمط يُحّمل معظم الأسر أعباء مالية أكثر من
طاقتها بالإضافة إلى المضار الصحية التي قد تصيب بعض أفراد أسرهن بسبب
تنويع أنواع الطعام المطبوخة والجاهزة للاستهلاك.
وناشد د.عبيدات
ربات البيوت إلى العودة للنمط الشرائي البسيط والمتوازن وعدم شراء كميات
كبيرة من أي سلعة بسبب التنزيلات على هذه السلعة أو تلك. ذلك أن معظم
التنزيلات هي بالأصل وهمية بالإضافة إلى أن معظمها يكون على سلع أو مواد
منتهية الصلاحية. وأيضاً الاكتفاء بطبخ صنف واحد من الطعام لأفراد الأسرة
وذلك حفاظاً على صحة أفراد الأسرة بالإضافة إلى الترشيد في عمليات
الاستهلاك الذي تدعو إليه كافة الأديان والعقائد والقيم المجتمعية.