نيروز الاخبارية :
بقلم العميد الركن م عارف سليم الزبن في شهر اذار ١٩٩٠ كنت مشاركا في دورة الضباط التأسيسية ودورة الرينجر Ranger في الجيش الأمريكي في قاعدة فورت بينينغ / جورجيا ، كنا في كل صباح عندما نسمع تهديد من المحاضرين قبل المحاضرات " الذي لا يجتاز منكم الدورة سيتم طرده من الجيش الأمريكي " وبعد انتهاء الدورة لضباط التأسيسية شاركت في دورة الصاعقة بتاريخ ١ أغسطس ١٩٩٠ يوم دخول صدام حسين الكويت ، وفي صباح اليوم التالي من الاجتياح قام الجيش الأمريكي بتجنيد اعداد كبيرة من الشباب وكان يرسلهم الى السعودية للمشاركة في استعدادات عاصفة الصحراء ، عندها عرفت ان الحروب كلها مفتعله تحركها الشركات المصنعة للأسلحة فقط وليس السياسية ، فالسياسة فقط هي احد الأدوات في الحروب . واليوم مع تصاعد الاحداث في المنطقة ما بين أمريكيا وإيران، فهي تعيدنا الى حرب حزب الله في شهر تموز ٢٠٠٦ عندما كنا نسمع التهديدات الإسرائيلية، بتوجيه ضربة الى إيران الى ان قام حزب الله بتنفيذ عملية الوعد الصادق التي قامت على بعد اسر جنود إسرائيليين في جنوب لبنان، تلك الحرب لم تكن عفويه بل كانت أوامر من إيران لإشعالها وذلك لإعادة لفت انظار العالم الى التهديد الإسرائيلي لإيران. وما يحدث هذه الأيام في منطقة الخليج من تصعيد للموقف هو نفس السيناريو السابق من خلال إيقاظ الخلايا الإيرانية النائمة والسرية في كل من الامارات والسعودية للتصعيد ولفت الانظار، ولن يقف الامر عند هذا التصعيد فقط في الخليج ،بل اننا سنشهد قريبا مجزرة بأوامر من ايران في سوريا (ادلب) ، وكل هذه العمليات ستكون لأبعاد التحرك الأمريكي المفتعل نحو ايران ،لان هذا التحرك سيزيد من مستوى التسليح في المنطقة التي أصبحت حبلى بالأسلحة، وستزيد المشتريات العسكرية من السعودية والامارات وسيتم دفع تكاليف وفواتير حركة حاملات الطائرات الامريكية التي تكلف في كل يوم ٢،٥ مليون دولار يوميا ، علما ان هذه الحاملات والمدمرات والغواصات ستصطف فقط بالقرب من الفرقاطات الإيرانية ،وخلال اصطفافها الذي سيستمر اشهر ستقوم الادارة الامريكية المبنية عقيدتها على افتعال الحروب والأزمات بتمرير صفعة القرن من خلال هدف تسلل من اللاعب ترامب وسيصفر الحكم وتنتهي اللعبة.