وبتزكر زمان ليلة العيد.... كان التلفزيون أسود وأبيض أو كم لون هيك يا دوب مبينين.... كنا نلف مفتاح الصوت ونعليه لما تطلع أغنية أم كلثوم.... يا ليلة العيد أنيستينا.... بالرنة الكلثومية المميزة .... ويملّي صوتها بيتنا وكل بيوت الجيران.
كانت المرجيحة تطير فينا وتعلّي لفوق ونشوف كل بيوت الجيران إللي ورا السور.... وخشباتها بيطلّعو صوت واطي بيفوت جوا قلوبنا.... وبنصير بلحظة إحنا والمرجيحة شقفة وحدة..... ولما يقرب الشوط يخلص بنبلش نعد عد عكسي.... وكلنا بصوت واحد...." خمسة أربعة ثلاثة إثنين واحد....." وننزل غصب عنا...أو ما ننزل... "عمو كمان شوط... الله يخليك عشان العيد......".
نرجع دايخين ع البيت.... راسنا بيفتل من المرجيحة..... يا ريت المرجيحة تدّوخنا مرة تانية..... يا ريت نتعب وإحنا بنعدّ كم شوط لسّه بدنا نركب.... يا ريت نرجع نسمع التعريفة والقرش والشلن وهم عم بيخشخشوا بجيابنا وبشنطة العيد.... يا ريت إيدينا ينجرحوا من حبال المرجوحة الخشنين..... يا ريت فرحتنا ضلت بهالبساطة... ويا ريت أوجاعنا لسه من خبطة صغيرة بطرف الباب.... أو جرح صغير بالركبة لما نوقع ...... يا ريت ضل العيد وكل إللي بنحبهم حوالينا..... كل القلوب بيضا وبتسأل عن بعض...... وبلادنا عايشة بأمان ما فيها حروب ولا دم..
مين نفسه بشوط ع مرجوحة عمو الختيار..... بس ما بعرف قديش الشوط هالأيام!!