نيروز الاخبارية :في وطننا الحكوماتُ غدت مرضاً يشعر به المواطن كلما غزاه الألم ، ووجعُ الحكومات يتمثل في فشلها وإخفاقها المتراكم الذي يُوّلدُ فقراً ويفرخ بطالةً ويفرز أمراضاً نفسية وعضوية ومشاكل اجتماعية لا حصر لها، ولعل من أهمها انتشار المخدرات والإدمان عليها والإنتحار والتفكك الأُسري وإرتفاع نسب العنوسة والطلاق .
الحكومات في البلاد الهنية تعمل ليل نهار للوصول بشعوبها لأعلى درجات ومؤشرات ومعايير الرفاهية والرضا فالمواطن في تلك البلاد يشعر بالحكومات عندما يأتي ذكرها على شكل خدمات مجانية عالية المستوى والجودة في الصحة والتعليم العام والتعليم العالي والضمان الاجتماعي والحماية الأسرية والعناية بالأطفال وكبار السن إضافة الى الاهتمام الكبير بالتقدم والبحث العلمي وبالعدالة الاجتماعية والحريات الفردية والعامة والأمن المجتمعي وتأمين العمل والدخل المجزي للعيش بكرامة وتأمين المساكن للناس.
في بلدنا حالة متأصلة من العداء تحكم علاقة الحكومة فاقدة المصداقية بالشعب، فتجدها تُعِملُ كل عقولها ومستشاريها ومكرها وأدواتها من أجل رفع إسعار السلع والخدمات والضرائب والرسوم والجمارك والمخالفات وتتفنن في التضييق على المواطن دون تقديم خدمات ترتفع لمستوى كرامة الاردنيين وآدمية الانسان.
ولا يشعرُ الاردني بوجود الحكومة الا عندما ترفعُ أسعاراً وتفرض ضرائب وترفع أخرى او عندما تخفق في ايجاد وظائف او فرص عمل للشباب او عندما لايستطيع الناس تأمين احتياجاتهم ومداواة مرضاهم وإطعام أسرهم وتعليم أبنائهم او عندما (تتجرهم) الحكومة على من ينادون بالإصلاح فيحجزون حرياتهم ويحاربونهم في أرزاقهم او عندما تغيب الحكومة عن المشهد العام ويدخل الصهاينة الى بلادنا ويتبرطعون ويستبيحون مكاننا وأرضنا وكرامتنا وحُرامات ومقامات وقبور الأنبياء والصالحين كما حدث امس في البتراء عندما جاءت مجموعاتٌ من خنازيرهم مدنسةً مقام النبي هارون ومعبرة عن طمعهم بوطننا وارضنا ومستضعفة ومستهترة بالأردن ، فأين كانت الحكومة وكل أجهرة الدولة من هذا العمل الخبيث المتحدي للحكومة وللاردنيين جميعاً ولتاريخ وجهاد جيشنا الاردني البطل وشهدائه الأبرار في القدس وطولكرم ونابلس وجنين والخليل وقلقيلية واللطرون وباب الواد وفي الكرامة وكل مواقع الشرف والرجولة.
وهل بقى للحكومة أيُ كرامة؟ ولن يبقى لمجلس النواب مثلها اذا لم يسقطُها ويستقيل ، ولن يعلو للأردنيين شأنٌ ولا جاهٌ اذا إستمر الحالُ (المايل) على ماهو عليه وإذا جاءت حكومةٌ كأختها ضعفاً وإفساداً وقهراً للشعب وعدم تحمل للمسؤولية وإذا أتى مجلسُ أمة كالموجود وهماً وهو غير موجود.