وصف ما ارتكبته مذيعة قناة المملكة بـ " السقطة المهنية " اتهام باطل، ومحاولة هدفها تكريس، ان منهجية القناة وسياستها متوافقة مع هذه السقطة، وهذا فيه غبن كبير، لقناة وليدة، قبل ايام احتفت بعامها الاول.. العام الذي لم تظهر خلاله بما واكبته من احداث متصلة بالازمة السورية ما يعزز هذا الاتهام..
ما جرى لايمكن اخراجه عن سياق زلة لسان، اوضحتها المذيعة باعتذارها، وربطته بزخم الاحداث وتتابعها وتداخلها اللفظي، خاصة الايام الماضية التي تكررت فيها مفردات جيش الاحتلال كوصف للصهاينة، واميل لتصديق اعتذار الزميلة، فهي لم تكفر، كما لم تكن ناقلة لكفر..
الانفعال تجاه الزلة كان مبالغا به، واستمر رغم اعتذار القناة ايضا، التي اكدت ان ماجرى، مغاير لسياساتها التحريرية والمهنية، لكن البعض يصر على النبش، بغية ان تدفع القناة ثمن اخطاء الجهات التي انشاتها، وسعت وتسعى ان تحيد بها عن غاياتها، في ان تكون رافعة مهنية، يضاف جهدها لجهد قنوات زميلة، لكن ذات الجهات المعيقة لمسيرة اي اعلام وطني، كما العادة، سعت لدس انفها، عبر حشر كادر القناة بمازق، وبزاوية انه نال حظوة ومكتسبات، لم توفر لاقرانه في الاعلام الرسمي، وبدا الامر جليا بقصة استهداف الكادر ورواتبه وامتيازاته، فتجلت الغيرة والحسد للاسف، وانعكست تشكيكا بقدرات الكادر وامكاناته، رغم ان جله من بيننا، وصفوفنا، ويمثلنا، وبالتالي لا يتحمل مسؤولية ما تلقاه من مكتسبات..
الحكومات اخفقت على الدوام في ايجاد الاعلام الوطني لانه لايخدم اهدافها الضيقة، من هنا الدولة بمكوناتها مطالبة بمسطرة واحدة في تعاملها مع اعلام الدولة، خاصة في جانب الحقوق والمكتسبات، والحريات ايضا، وبذلك نضمن ان لا يستمر مسلسل الخصومة فيما بيننا كاعلاميين ، ونؤكد ان المسؤولية.. مسؤولية دولة، لابد من انتزاعها من ايدي الحكومات، التي يبدو ان منهجها افتعال الخلاف بين مكونات الجسم الاعلامي الاردني، واستمرارية العبث به كمكون معزز ورئيس بمكونات النسيج الوطني، فبالعبث تعتاش ضمانا لسطوتها، وبالعزف على الخلافيات وتغذيتها تضمن استمراريتها لاطول مدة..
حالة طبيعية ان يترافق اعتذار القناة مع عقوبة للمخطيء، لكن القسوة بالعقاب مرفوضة، تحت كل الظروف، لان الاعلامي ان وقع فريسة الخوف من الزلل، لايمكنه ان يكون فاعلا لا على الصعيد الخارجي، ولا حتى قادرا على مواجهة تغول السلطات مهما كان نوعها ، وما اكثر التغول راهنا..
دعونا نطوي الصفحة، ونعيد البسمة لشفاه ابنتنا الجميلة ساندي الحباشنة، بعد ان اشبعناها شتما ورجما، على مدار يومين، وان نعيد الثقة لكوادر القناة، التي كأي مؤسسة، المهنية فيها متفاوتة ونسبية بين افرادها، لكنها بالمجمل تشكل فريق عمل، القوي فيه قادر على احتواء ثغرات الضعيف، وتنمية مهاراته، وقدراته..
اخيرا الاذرع التي تعمل خفية خلف " منصات وهمية" وبمكاتب تحت مسميات استشارية، هشاشتها لايمكن ان تصنع اعلام دولة ووطن..