للأسف ان أبدا المقال بهذه العبارة ، ولكن في الحقيقة لا يكاد يخلو شارعاً تجاريا في عمان ولا سوقا ، ولا أزقة من أزقات عمان، إلا وتجد عبارة ، المحل للبيع ، للبيع حتى آخر قطعة ، للبيع بداعي السفر ، للبيع بسعر التكلفة ..
وكذلك لا يخلو مجلساً من المجالس السياسية الا والحديث عن الركود والكساد الاقتصادي الذي لم يشهد مثل هذا الوضع منذ زمن بعيد ،. ولم يرحم احدا ، وحال التجار يقول أين نحن وماذا يخبىء لنا الزمن ، تراكم الديون ، والتأخر في دفع اجور ومستحقات المحلات التجارية ، اضافة الى جشع بعض اصحاب المالكين برفع اجور العقار ، كون القانون لصالحهم ..
الوضع حسب وصف الكثير من التجار ” مريب ، ومقلق ، ومجهول ، ومآل الامور تسير نحو الانفجار ،.. ما يباع لا يمكن تأمين قوت يومهم ..
وفي حقيقة الامر والمرارة تعتصر قلب كل مواطن اردني ،. هل هذا قدرنا أم لمحدودية مواردنا ، أم سوء تخطيط وتنظيم ، أم ترهل اداري ، وانعدام العدالة الاجتماعي ، وتكافؤ الفرص ، ومأسسة العمل ، اضافة الى الفساد الذي يحتاج الى مجلدات للحديث عنه لاعطائه حقه بنزاهة ..
الوضع في حقيقته محزن ومقلق ..ورغم حبنا للتفاؤل وأملنا فيه ، بس الحب والأمل لا يكفيان ،. لا بد من تدارك الوضع ،،لا بد من تغيير النهج ، ولا بد لاجتماع عقلاء الوطن والخبراء من اقتصاديين وسياسيين واحزاب لعقد مؤتمر وطني لانقاذ البلد ووضع منهجية وخطط مستقبلية قابلة للتنفيذ قبل فوات الأوان ..إن غرقنا لن نغرق وحدنا ، فنحن في مركب واحد ، وفلتان الوضع وتفاقمه حتما سيصلنا الى حالة خطرة لم تحمد عقباها .. أما اذا كنا قد وصلنا الى آخر النفق المظلم ولا منفذ ولا مخرج لنا ولا أمل فهذا حال آخر وعلينا الاستسلام والاعتراف ..أكاد أن أقسم وأجزم لوطن سكن قلوبنا ..بأن عمان ليست للبيع، لا بل أنتم للبيع بأقل التكلفة ،،. من نهب البلد هو للبيع ، الفاسد هو للبيع . … من اوصل المواطن الاردني لرمرمة ما في الحاويات هو لا يقل عما في داخلها…هو وشاكلته للبيع ..
عمان ستقف وعمان ستنهض من جديد….
عمان الحضارة ، عمان التاريخ ، عمان من تغزل بها الشعراء وغنى لها المطربين ،. عمان عاصمة الوفاق والاتفاق. وعمان من كتب عنها المؤرخون والكتاب أمثال العرموطي والنجار ،.
من اوصل عمان الى هذا الحال ، نهب وفساد وسرقات ،.
عمان ليست للبيع حتى آخر قطعة ، أنتم للبيع حتى آخر فاسداً ،
عمان لنا ، تاريخها لنا ، قاع المدينة لنا ، عمان مهرها غالي ،. ومن قدموا ومن بنوا بها لم يقدورا بثمن ….
عمان هي وصفي التل ، وهزاع انت المجالي وغيرهم الكثير ، ..
إن الأباطرة والفراعنة تألهوا ، لانهم وجدوا رعاة تخدمهم بدون وعي ..عمان يا دار المعزة والفخر …اصبح الوجع يزداد يوما بعد يوم ، والخوف يطاردنا في كل مكان عن مستقبل مجهول ومديونية في العلالي ، …ومهما طال الزمن عمان ستعود …لك حبي يا وطني ..