لعل الإحباط وخيبات الأمل المتكررة هي من المشكلات النفسية المتفشية بين الناس ، وياتي هذا الشعور نتيجة الضغوطات ؛ سواء كانت الاجتماعية أو السياسية اوالاقتصادية اوالعاطفية المتراكمة أو قد تكون بسبب عدد من العوامل مجتمعة مع بعضها البعض ومتداخلة وهي الاكثر تعقيدا ، من مثل اختلاف حاد مع الأصدقاء أو العائلة ، جرح عاطفي عميق ،فشل في تحقيق طموحات واحلام ، وغيرها الكثير لا يمكن حصرها ...
في الحياة عامة لا يمكننا فهم أو تفسير كل شيء، ولكن لا تستمر أو تمر حياة بدون خيبات أمل ، ودائما يسعى كل منا إلى توجيه أصابع الاتهام لكل ما حوله حتى يشعر بالإرتياح وتعليق المسؤوليه على غيره ..وقد يؤدي هذا الشعور الى حالة من البؤس والقلق حتى أن البعض يصاب بالاكتئاب ربما يحتاج الى تدخلات علاجية وشعور الشخص بالوحده ويحاول الانغلاق على الذات ،. وربما تتأزم الحالة لدى الشخص، وقد تصاب نشاطاته الحيوية بالشلل،
ولا يشعر بأي متعة بالحياة ،.
واذا كنت تتوقع الأفضل وفجأة خابت هذه التوقعات وأصبت بالخذلان ، وحاولت تفسير هذا الخذلان ولم تفهمه او لم تجد له تفسيرا منطقيا ، فإن استجابة فسيولوجية غير سارة تحدث في الدماغ تجعل منك شخصيا سيء المزاج ..
وهناك عدد من الناس يجدون انفسهم من الصعب الوقوف على قدميهم مجددا والبدء بحياة افضل ، لا علة بك سوى أن عقلك وتفكيرك يمنعك جسديا من فعل أي شيء ..
إن اختيارك البقاء في ظروف وحالة خيبة الامل ليس من المستحب على الاطلاق ، وكأنك تحكم على نفسة بالاعدام ، فالتفكير بنفس السيناريو لن يغير أي شيء من الماضي ، ونبش الماضي والغوص بحيثيات الموضوع لن يعيد شيئا أبدا..
إن خيبات الامل تعد افلاس الروح التي ارهقها الكثير من التوقع والتفاؤل ،. الا أن هذا السقوط سيساعدك يوم ما على تحسين منهجية التفكير وتحسين نوعية التعامل مع مثل هذه القضايا مستقبلا..
ولنعلم جميعا أن الفرق بين الضعف والقوة هو في حقيقته كيف تنظر للأمور ، وأن القوي لا يستخدم صيغ الماضي ويجتر بها ،ويبنى منها قصص دراميه محزنة .كما أن القوي هو الذي يتقهم الوضع ويحلق بأفكار ويخلق مواقف جديدة تتسم بالفرح والنظر بأقل توقعات ..
اذا علينا الاعتراف بأن إطالة خيبات الأمل والألم هو نابع من ذاتنا ، لاننا اردناها ان تكون معنا فترة أطول ، واذا اردنا تغيبرها فعلينا العمل بما يلي ؛
اولا: تحدث بها واعترف . فهي جزء من حياتك .وعبر عن مشاعزك دون مبالغة ، حتى تتمثل وتنضج عندك وتصبح جزء من حياتك بلا تأثير ...
ثانيا: استفد من تحربتك ، قيم اظروف ولم حصلت ، ونرصد الاخطاء والظروف التي ساهمت وساعدت في خيبة الامل ..
ثالثا: عليك التركيز على نقاط القوة التي لديك ، والابتعاد عن السلبيات وجلد الذات ..وذلك لاعادة الثقة بنفسك ..
رابعاً : اكتب مرارا وتكرارا جميع الامور والاحداث التي تؤلمك وآلمتك ..ستجدها بعد فترة انها بسيطة وكنت تراها ثقيلة وشاهقة ..
خامسا: ركز على الصداقات وادخل صداقات اخرى ،واختر الأصدقاء بعنايةً.
سادساً: تحلى بالتسامح ، فهي من ارقى الصفات الانسانية التي تساعدك على مشاكلك.
سابعا: قدم المساعدة لمن يطلب منك، فالسعادة من يسعد غيره..
قم بهذه الاشياء وان شعرت بنفسك أنك عاجزا على القيام بها، فمن الجيد التفكير ملياً بها ، وتأكد كل شيء سيكون على ما يرام وستعلم بأن الله والحياة ستكتب لك الاجمل والاروع من حيث لا تحتسب ، وكن واثقا بقدرة الله ،. والايام العصبية ليست لك وحدك بل هي للناس عامة ما دمنا على قيود الحياة . اتنمى حياة سعيدة لكم .وشكرا لمن يدخل الفرح والسعادة على غيره ويمد يد العون له ..وشكرا لله ..