خَلَق الله سبحانه وتعالى السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، وقد أبدع الله في خَلْقه، فكانت فلسطين الجنة الربَّانية على الأرض، وفلسطين التي تحوي القدس بين أكنافها ، عاصمتها الأبدية ، القدس العربية، ودرتها المسجد الأقصى المبارك حماه الله سبحانه وتعالى من كيد الكائدين.
فهي أرض مباركة باركها الله جلَّ في عُلاه، فكانت معجزة الله في القدس الشريف، بالإسراء والمعراج ، وهي المحشر والمنشر حيث يجمع الناس يوم القيامة ثم يُعرضون .
ولن ننسى أن المسلمين كانوا يتجهون في صلاتهم إلى بيت المقدس مدة ستة عشر شهراً وذلك من بدء مشروعية الصلاة في سماء القدس- ليلة المعراج - حتى أنزل الله قوله تعالى" فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام ".
ونعلم أن ثواب الركعة الواحدة من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك بخمسمائة ركعة في غيره من المساجد.
وحث الرسول صلى الله عليه وسلم على زيارة المسجد الأقصى المبارك بقصد العبادة، وربطه بالمسجد الحرام بمكة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة.كما ربطه صلى الله عليه وسلم بالحج والعمرة.
وبهذا يتبيَّن لنا المكانة الدينية في العقيدة الإسلامية والتعبدية للقدس عند المسلمين ، ولها مكانتها الدينية والتعبدية عند المسيحيين ، ففيها تقع كنيسة القيامة وغيرها من الكنائس والأماكن المقدسة في الديانة المسيحية.
إن العرب اليبوسيين هم أقدم الشعوب والأمم التي سكنت في فلسطين وذلك قبل سبعة آلاف وخمسمائة سنة قبل الميلاد ( أي منذ العصر الحجري )، ولم يُدوِّن التاريخ أقدم من اليبوسيين والكنعانيين العرب في هذه الديار !!!، فاليبوسيون هم من أسسوا مدينة القدس ، وأن أول إسم لها هو " يبوس " نسبة لهم، ثم " أورو- سالم " وهي تسمية كنعانية تعني " مدينة السلام".
هذه المكانة الدينية والتاريخية لفلسطين ودرتها القدس الشريف عند العرب، جعلت من بقية الأُمم تتطمع بها ، فجاءت موجات الطامحين بها منذ عصور مضت !!!.
فتعرضَّت لإنتهاكات ودمار وخراب !!!، ولكنها بقيت فلسطين عربية ودرتها القدس الشريف، عاصمة لها .
ووصلت الوصاية على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية إلى ملوك بني هاشم ، سلالة آل البيت الأخيار ، فأصبح عميد بني هاشم، الملك عبدالله الثاني إبن الحسين أَعزّ الله مُلكَه صاحب الوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، خادم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ولم ولن يتنازل عنها مهما طال الزمن .
وما نراه من إنتهاكات إسرائيلية في القدس ومسجد الأقصى لن يُغَيِّر التاريخ ومكانة القدس العربية عند العرب وخصوصاً بني هاشم الأبرار، فستبقى فلسطين عربية ، وعاصمتها القدس الأبدية.