بقلم مدير التوجية المعنوي الأسبق العميد الركن المتقاعد ممدوح العامري
كان انضمامي للقوات المسلحة بسبب احاديث والدي رحمه الله عن عمي "شقيقه" الذي كان أحد جنود كتيبة الحسين أم الشهداء وكيف استبسل في الدفاع عن ثرى القدس الشريف واستمر بالقتال مثل رفاقه إلى أن ارتقى شهيدا في الخامس من حزيران عام ١٩٦٧ في حي الشيخ جراح الذي شهد صراعاً مريراً ومعارك مستمرة بسبب موقعه الجيو - استراتيجي.
انضممت إلى الجيش بسبب الانطباعات الوطنية في بلدي حيث "العسكري" يمثل القدوة المفضلة، وهي السمة المميزة للمواطنة و هي فرصة لربما قدمت بعض المساهمة الجديرة من خلالها في الجانب الصحيح من خدمة الوطن بمفهومه الواسع.
خدمت في القوات المسلحة تلميذا في الكلية العسكرية وقائد فصيل أيسر وأيمن في كتيبة المدفعية ١٦ الملكية ومن ثم في كتيبة الأمير حمزة بن الحسين المدفعية السادسة وبعدها انتقلت إلى كتيبة المدفعية ٣٢ الملكية حيث عملت فيها ضابط استخبارات و ضابط رصد أقدم ومن ثم إلى كتيبة المدفعية ١٦ الملكية ضابط موقع وقائد سرية مدفعية وركن فني ومنها نقلت إلى مديرية التوجيه المعنوي حيث تنقلت بين أقسام وشعب المديرية المختلفة، شعبة الدراسات والحرب النفسية وشعبة الاعلام وشعبة الميدان وشعبة التوثيق والتاريخ العسكري وشعبة عمليات المعلومات والعمليات النفسية وفي عام ٢٠١١ تم اختياري بعد عملية تنافس دولية لأعمل مديرا للإعلام والشؤون العامة للتحالف الدولي لمحاربة الارهاب في القيادة المركزية الأمريكية في تامبا فلوريدا.
عدت في عام ٢٠١٣ وتسلمت شعبة التوثيق والتاريخ العسكري ومن ثم شعبة عمليات المعلومات والعمليات النفسية إلى أن تسلمت مهمة قيادة مديرية التوجيه المعنوي في تشرين ثاني ٢٠١٤ مديرا وناطق رسميا باسم القوات المسلحة الاردنية - الجيش العربي، وبعدها مديرا لوحدة الاتصال الاستراتيجي الى أن جاء الوقت لأعلق الزي العسكري ولا أقول اتركه أو أتخلى عنه في الاول من آب ٢٠١٨، فعلاقتي مع الزي العسكري علاقة التحدي و التشجيع الذي يهزم الشك ويساعد على التحفيز والاستمرار بالعمل والإنجاز .
خدمت في القوات المسلحة بسبب التزام أن يتمتع هذا الوطن بالأمن والحرية وبسبب المحبة العميقة والصداقة المميزة التي حصلت عليها وأتمتع بها مع رفاق الدرب والسلاح.
هناك قصص وذكريات عديدة احيانا تبتسم وأحيانا أخرى تضحك وفي بعض الأحيان تذرف دمعة عند تذكرها، ذكريات لا تقدر بثمن ولا يمكن استبدالها، حيث تبقى رابطة الأخوة التي تجدها بين المتقاعدين والمحاربين القدامى، والثقة المتبادلة والصداقة التي تشكلت بسرعة أثناء التدريب الأساسي و استمرت هذه العلاقات في جميع مراحل الخدمة المتعددة والمختلفة.
سأبقى ما حييت مخلصا لله والوطن والمليك، و أسأل المولى جلت قدرته أن يحفظ الأردن وطنًا آمنا مستقرا في ظل القيادة الهاشمية المظفرة .