نيروز الاخبارية: عائشة الجناحي...تكتب: يواجه البعض العقبات والمشكلات القاسية في حياتهم، فيغرقون في الظّلام ويفقدون الأمل وبالتالي يشعرون بالخيبة والبؤس. وذلك لأنهم سمحوا للخيبة بأن تستعمر أحاسيسهم، فأصبحوا ضعفاء غير قادرين على مواجهة مرارة الحياة، ففقدوا ثقتهم بأنفسهم وتلاشت القوة والصبر اللذان يمكنانهم من تخطي أزمات الحياة.
فصحيح أن الحفاظ على الإيجابية في الأوقات الصعبة ليس بالمهّمة السهلة لأن الجوانب السلبية قد تصعِب على الشخص اتخاذ القرارات المناسبة لتجاوز العوائق، ولكن التفكير الإيجابي والتوكل على الله كفيل أن يدفع الضرر.
استيقظت مدينة في الصين سنة 1976 على صوت كلاب برية مفترسة كانت تنبح بشكل هستيري وغير طبيعي، ما أدى إلى رحيل 90,000 شخص من بيوتهم، فلم يكن أمامهم حل غير إخلاء المدينة لينعموا بالراحة ويتخلصوا من نباح الكلاب التي أربكت حياتهم. وبعد ساعات من خروج جميع السكان حدث أكبر زلزال شهدته الصين في ذاك الوقت والذي دمر أبنية المدينة كلها. بعد هذه الواقعة عرف أهل المدينة أن نُباح الكِلاب كان سببه الأساسي هو إحساسها بالزلزال قبل وقوعه.
قدّر الله سبحانه وتعالى أن يحرك الكلاب في الوقت المناسب لينقذ حياة سكان أهل الصين من موت محقق. في تلك المرحلة كانت الكلاب بالنسبة لسكان الصين في المدينة كارثة كبيرة ورعباً وإزعاجاً، ولكنها كانت كارثة عذاب في باطنها رحمة.
اليوم في حياتنا بعض الأمور التي تبدأ بمشكلة صغيرة ومن ثم تتحول إلى أزمة كبيرة وذلك لغياب الآليات والطرق الإيجابية التي توصلنا إلى الحل المناسب، فجميع المشكلات التي تواجهنا سواء كانت صغيرة أو كبيرة تحتاج للحل وبأسرع وقت ممكن حتى نتمكن من العيش في سعادة واستقرار.
لذا أولاً لا بد من تحديد المشكلة وتدوين الأسباب والعوامل التي أدت إلى ظهورها. ثانياً وضع جميع الحلول الممكنة مع توضيح جميع الإيجابيات والسلبيات التي ستنتج منها وبالتالي ستتوضح لنا الحلول التي تتناسب مع المشكلة. ثالثاً من المهم الاستعانة بالأصدقاء الذين لديهم مهارات وخبرات في حل المشكلات ليساعد ذلك على إيجاد الحل المناسب وتجنب تكرار الأخطاء. رابعاً سرعة التنفيذ، فكلما تم حل المشكلة بطريقة أسرع زاد امتلاك زمام الأمور بشكل أفضل.
كن مطمئناً، فلا يوجد أفضل من تفويض جميع أمور الحياة للخالق جل في علاه والتيقن من أنه قادر على تسخير الكون كله لإسعاد جميع الناس وحمايتهم فرحمتهُ واسعة وفضلهُ عظيم.