ربما يعتقد البعض انه جرب طعم السعاده عندما نجح او فاز بجائزه او حقق هدف ذاتي لنفسه , هذه اللحظه نسميها الفرح ولكنها لست هي السعاده التي انوي الحديث عنها في مقالي هذا , العطاء هو سر السعاده الحقيقيه للبشريه جمعاء , مهما كان نوع الاعطيه ومقدارها وحجمها وقيمتها فان هناك علاقة بينها وبين ما يعود للمعطي من سعاده وفرح روحي وطمأنينه ورضى نفسي , اثبت العلماء بالتجربه ان النفس لا تسعد بالاخذ والفوز بمقدار سعادتها في العطاء فمقدار رضى النفس وسعادتها في حالة العطاء هي ضعفي ما تحققه عند الاخذ بل ايضا ان سعاده العطاء تدوم في النفس اكثر بل وتكبر مع الوقت وتزداد وتتراكم عى شكل طمأنينه وبركه وطاقه ايجابيه , العطاء له اشكال كثيره فقد يكون على شكل صدقات ماديه للفقراء والمحتاجين او معلومه علميه تفيد الاخرين او اختراع وابتكار يخفف من معاناة المرضى او كلمه طيبه تقولها لشخص يحتاجها او لمسة حنونه على راس يتيم , العطاء باب مفتوح لمن اراد البحث عن روحانية القلب وطمأنينة الروح وراحة البال والتوفيق في الدنيا , قد تساعد احدهم في الحصول على عمل وفي كل مره يكبر ويترقى في عمله تزداد روح السعاده في صدرك وتكبر , العطاء نبات خير تزرعه في واحة صدرك ومروج قلبك لن تحصد منه الا السعاده والطمأنينه.
العطاء هو سلوك ايجابي ينشر الخير والسلام والتعاون بين البشر، انه يقوي مفاصل المحبة بين القلوب، انه يبشرالناس ان الامل في الخيريين ما زال موجود ,العطاء لبنة اساسيه لبناء وصمود وتقوية العلاقات الإنسانية و يقلل السلبية بين الناس ويقربهم من بعضهم البعض . فالعطاء كنز ثمين للانسانيه ومرتبتها بين جميع المخلوقات لان جوهره هو التفكير بالأخرين ومساعدتهم والبحث عن سعادتنا في ابتساماتهم ونجاحاتهم , إن الذين يعطون ويتصدقون تنمو ثرواتهم أضعافا مضاعفة، كما وعدنا ربنا سبحانه وتعالى في قوله: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة( , ويقول ابن القيم رحمه الله: "ربما تنام وعشرات الدعوات ترفع لك، من فقير أعنته أو جائع أطعمته، أو حزين أسعدته أو مكروب نفّست عنه، فلا تستهن بفعل الخير”., لذلك من اراد ان يكون ثريا عليه ان يقدم وبعطي بقدر استطاعته من النعم التي انعم الله عليه بها حتى لو كانت مجرد كلمه طيبه ,لا تبخلوا بالعطاء مهما قل قدره وصغر حجمه ولتعلم ان ابتسامتك في وجه اخيك صدقه وعطاء ايضا , ان من يريد النجاح والسعادة وراحة البال والمال عليه ان يتعلم ان العطاء هو الوسيله الوحيده لذلك وليس اي سعاده بل ان طعم ونكهة سعادة العطاء لا توصف, انها نكهة روحية وإيمانية متميزه ،انها شعور حقيقي بلذة ما تملكه في الحياة، نكهة يسمو بها القلب والروح, فهنيئا لكل من اعطى وما زال يعطي لانه هو الوحيد الذي ادرك معنى السعاده الحقيقه .