من خبرتي ومهما وصموها بالنزاهة لن ينجح في الإنتخابات النيابية القادمة النواب الوطنيون المعارضون للحكومات وللفساد والصادقون مع الله ومع أنفسهم ومع الوطن والشعب وسيُحاربون في تشكيل قوائمهم إذا لم يتغير قانون الانتخاب الحالي ، وستزورُ الانتخابات ضدهم ( عينك عينك ) ولصالح منافسيهم.
وسيُعاد تدوير وإعادة تلميع وتصنيع كل النواب المغضوب عليهم شعبياً والمرضي عنهم رسمياً في مجلس النواب (19) القادم وسيكونون شركاء في مسرحية البلاد المستمرة بحلتها الجديدة القادمة، وعلى مسرح الوطن المثقل بالخيبات والفشل والفساد والفقر والبطالة والمديونية ونهب الثروات وبيع المؤسسات وسيستمرون في معرفة من أين تؤكل الكتف؟
وسيأكلون الكتف تلو الكتف ليأخذوا مقاعدهم في الصف الأمامي في احتفالات الجمعيات ومدارس البنات وتحت الأضواء ، فيما المفسدون يهدون كتف الوطن ويقصمون ظهره ويشقون بطنه ويعلكون كبده خلف الستارة وتحت جَناح الظلم وفي جُنح الظلام .
وسيواصل غالبية أصحاب السعادة التعاطي مع الواقع المؤلم والوجع المميت بإبر التخدير والسكوت والتعامي عن المفسدين والفاسدين،وعن إبتلاع الفساد للوطن ، وسيستمرون في تمثيل أدوار الكمبارس المطلوبة منهم بإضافة مزيد من خبرة بلع الألسنة ومناصرة الباطل ومعاداة الحق ، وسيصدرون مزيداً من شهادات الزور ، ولن يستطيعوا الخروج عن النص ، نواباً للسلطة التنفيذية ، وموظفين عندها معينين من قبلها ، كما هم الآن وسابقاً ولاحقاً ينفذون حرفياً كل ما يطلب منهم.
صحيح أنهم يطئطؤون رؤوسهم خجلاً وتمثيلاً من كل فعلة ( مخجلة) ويتحملون المشهد القاسي لدقائق معدودة أمام الرأي العام لكنهم يقايضون ذلك بمكاسب كبيرة ويحرصون على تكرارهم ، وسيرفعون رؤوسهم يوم نتائج الإنتخابات القادمة عند فرز الصناديق حتى لو لم يصوت معهم سوى نسائهم ، وسيسحج لهم بعض القبليين والفئويين والجهويين والمناطقيين ، والجاهلون والمغفلون والأغبياء والمنافقون والمتعطون والغربان والبوم والأرانب والخراف ، وسيغنون لهم وهم يطلقون الألعاب النارية إحنا كبار البلد وإحنا كراسيها، وسينشدون وهم يقهقهون وزع كنافه وطعمينا.