ظهرت على وسائل التواصل الاجتماعي عدد من الفيديوهات الصادمه للشعب الاردني تظهر من خلالها افعال فاضحه بالطريق العام، مما يعتبر خرقا سافرا لمنظومة الأخلاق والقيم والدين.
ففي الجانب الديني تعتبر هذه الافعال من علامات الساعه وفقا لما اخبرنا به المصطفى صل الله عليه وسلم، مما يطرح عددا من الأسئله الحرجة، إلى أين نحن ذاهبون، ومن يدير بوصله توجيه المجتمع نحو الهاوية؟ ومتى يعود لنا رشدنا؟
لقد كان المجتمع الأردني في السابق مجتمع مثالي متلاحم، حيث كانت العادات والتقاليذ مصدر فخر واعتزاز، فقد عرف الاردني بكرمه وعزه نفسه وحشمته وغيرته، لكننا بتنا وللاسف نرى كل ما يناقض ذلك من أفعال في العلن.
للأردن أرث حضاري مشرف عبر التاريخ، وله من السمعة وحسن الأخلاق و المعاشرة الطيبة ما يشهد به القاصي والداني، أما اليوم فقد تراجع كل ذلك واصبح المجتمع في أزمة أخلاقية بالغة الخطورة.
لقد كانت الاردن مناره يهتدي بها طلاب العلم من الدول العربيه وغير العربية ينهلون من جامعاتها ويعودون لأوطانهم مسلحون بالمعرفة والوعي والخبرة أحيانا.
لقد كان القطاع الطبي في الأردن أحد أهم المجالات التي تستحق أن نفخر بها، حيث يأتي المرضى من دول عربية كثيرة طلبا للعلاح انطلاقا من السمعة الطيبة للطب في الأردن و ثقة بأطبائنا وكوادرنا الطبية، لكن للاسف تراجع كل ذلك في ظل التراجع الكبير الذي أصاب كافة قطاعات الدولة الذي أعقبه انهيار منظومه الاخلاق في المجتمع و تردي الاوضاع وانهيار القيم.
لقد بدأت تبرز معالم واقع أليم لابد من مجابهته واخذ الدروس من الماضي وتعزيز منظومه الاخلاق، والعمل على إعاده الوطن إلى سابق عهده وتفعيل المواطنه الصادقه الملتزمة
لقد غاب دور القيادات المجتمعية من شيوخ وغيرهم في ظروف تغييب شبه كامل للقانون وبروز التخبط واللاعقلانيه، واصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وللاسف تزخر بما يسئ ويشوه المجتمع.
لقد وجد مبدأ العقاب للزجر فالقاعده القانونيه عامه ومجرده، وهي تسري على كافة الاشخاص دون تمييز كما انها تسري على كل الوقائع التى تنظمها او تحكمها تلك القاعدة، لكن للاسف تغير مبدأ القواعد القانونيه واصحبت مقتصره على فئه معينه رغم ان العقوبه وجدت من اجل الردع العام تحقيقا لمصلحه المجتمع ،
فالغرض من العقوبـة هو منع الجريمة قبل وقوعها فأما إذا وقعت كانت العقوبة بحيث تؤدب الجاني وتزجر غيره عن التشبه به فالعقوبة سلوك وطريقه للردع العام بحيث يعلم كل من تُسوِل له نفسه القيام بأي عمل من شانه خدش الحياء العام ان يكون عبره لغيره.
وتعتبر جريمة الفعل الفاضح بمكان عام وبحسب نص قانون العقوبات الاردني فعل مجرم في القانون والشريعه والعادات والتقاليد والعرف الاردني.
لقد وصل بنا الحال إلى مرحلة أصبحنا فيها بحاجة إلى مراجعة لكافة نواحي الحياة العامة لإعادة القاطرة إلى مسارها، فاستمرار تراجع قيم الأخلاق العامة ستؤدي بنا إلى نتائج تصبح معها العودة صعبة للغاية، نسأل الله ان يحفظ الاردن بعينه التي لاتنام.