جلست عشية وتذكرت وانا اتابع جلسات مجلس النواب وهم يناقشون مشروعي قانوني الموازنة العامة وموازنات الوحدات الحكومية لعام 2020 فيلم عربي حضرته من اعوام فائتة كان الممثل المصري (عادل امام ) صاحب شخصية (مرجان احمد مرجان ) رجلا متنفذا ليس بسبب وعيه السياسي او الاقتصادي حتى انه لم يكن يملك الشهادات العلمية وليس لديه ادنى ثقافة او ....انما فقط كانت كل مؤهلاته انه يملك المال, لم يكن مرجان صاحب النفوذ السياسي والاقتصادي يصعب عليه شئ , بل استطاع ان يصل الى كل ما يريد من خلال ماله الاسود .
هذا الفيلم (مرجان احمد مرجان) وضعني في صورة ما تم بالامس واول من امس تحت قبة البرلمان عرين الديمقراطية الاردنية وبيت التمثيل الاردني , في هذين اليومين صدحت اصوات النواب ممثلي الشعب وهم يدلون بدلوهم فيما يختص بالموازنة العامة وغيرها من مواضيع الا ان جل النقاشات تمحورت حول اتفاقية الغاز .
الان تذكرتم فكل شئ مضى واجيزت الاتفاقية وتم التوقيع عليها وخلصنا , الان علو اصواتكم لن يفيد ومواقفكم لن تسجل لدى المواطنيين لا من قريب ولابعيد (بالطبع هنا انا اتحدث عن المعظم من النواب )الذين يملكون فقط المال معظمهم مرت ما يقرب من اربع سنوات كان فيها معظم النواب بل واكثرهم (مؤدبين ) ما بطلع صوتهم , والله حتى لا نعلم اسمائهم (ماشين الحيط الحيط ويا رب الستر ).
نواب شراء الذمم واصحاب المال الاسود الذين شمرت عائلاتهم وممن يقبعون في دائرة نفوذهم ليجوبوا دوائرهم الانتخابية في هذا الوقت لتقديم المال (الصوبات , الكاز , اكياس الارز, اكياس السكر ) وغيرها لكسب الاصوات هذا على المستوى البسيط الشعبي الى اخرين يملئون الجيوب بالمال ليقدم الدعم لهم ويقولون لنا (انا مضمون من فوق )الى أي حد من فوق الله اعلم , والله لاني اتعجب من اشخاص يقولون لقواعدهم الانتخابية اننا مضمونوا النجاح , من ضمن لكم ذلك ؟ ومن اين جاءتكم كل هذه الثقة ؟ ومن هي مرجعيتكم ؟ علنا نستفيد من تجاربكم ونترك علمنا وخبراتنا وما قدمانه جانبا لانني وللاسف اقولها رغم تعبنا وجدنا وصرف اهلنا علينا لم تعد ذات اهمية ايقنت انها ايقونات لا تسمن ولا تغني من جوع .
الصراخ الذي سمعته امس واول الامس تحت قبة البرلمان حقيقة اعادني الى ذلك الفيلم وقد كان النائب مرجان احمد مرجان قد وصل بماله الى مجلس النواب وكان غائبا تماما عما يجري ليشمر عن ساعده وليناقش العديد من القضايا التي فضحت امره وبينت للعام انه (غايب طوشة) .
هل انفضح امر النواب امامنا , هل كل هذا الكلام واعلاء الصوت والاهتمام الان بقضايا المواطن هو من قبيل المواطنة ؟ هل سيقوم نواب الامة ببحث القضايا التي تمس المواطن في اخر دورة برلمانية خوفا على الوطن والمواطن ؟
لا انها جعجعات انتخابية , قربت الانتخابات , قرب معها زيارات النواب للقواعد الشعبية , وقرب شراء الاصوات على مرأى من الحكومة , اشهر قليلة وسيتم تلهية الناس بهذه الانتخابات لان الامر والاوضاع ازدادت سوءا واجراء الانتخابات سيحول انظار الشعب عن قضاياهم , وسيحاول كل مواطن على طريقته سواء مرشح ام مواطن الاستفادة من بضعة الاشهر التي تسبق الانتخابات علها توصله الى قبة البرلمان من جديد وعلها لاخرين تؤمن قوت ايامهم القادمة