إن الرؤية في تعريفها تعتبر من المفاهيم التي ظلت غامضة ، يلتبس القارئ في معناها مهما تناوله الباحثين بالتحليل والدراسة، فمنهم من اقترب من المفهوم إلى حد الالتحام و منهم من أبتعد في معناه حد الانفصام ،لتبقى وجهات النظر تتألف وتختلف لتكون أداة ومنهجا ً للمضمون او قرينه لمن وصفت به. ولقد جاء على لسان العرب أن الرؤية بالعين تتعدى المفعول به الواحد إلى مفعولين، ويقال الرؤية النظر بالعين والقلب ، وما يلاحظ عند تفنيد التعريف عدم انتماء فعل الرؤية إلى حاسة البصر فقط، بل تتجاوزها إلى الفكر والتفكير والتدبر والحكمة .
وفي تفسير كلمة ثاقبة ، فثقب الشيء واللون أي توهج واشد حمرة وثقب رأيه أي أصاب ونفذ ،وثاقب الرأي الفكر هو الذكي ، سديد الرأي، نافذ البصيرة وثاقب الذهن النبيه.
اذن فالرؤية الثاقبة تلك الصفة التي تلتصق بالقادر على رؤية الأمور بفكر وقلبه ، صاحب الحكمة والحنكة والتدبير ، سديد الرأي ، صاحب البصر والبصيرة
هو جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم أدامه الله وأعز ملكه ، صاحب الرؤية الثاقبة والنظرة المستقبلية ، من مدرسة الهاشمين الأبرار ، من لم يأل جهدا ً في خدمة الأردن وبناءه في ظل ما يتمتع به من حنكة سياسية في مسيرة التطور للوصول بالأردن إلى بر الأمان بالحزم والعزم والتصميم ، فهو بالصف الأول دائما ً بين قادة الدول وقادة الرأي في العالم ، من يقف خلف الالتزام بالسلام مؤمنا ً بنور السلام ، متصديا ً للتحديات التي تواجه الأردن وفي مقدمتها القضية الفلسطينية .
رؤية ثاقبة يدعو من خلالها جلالة الملك باستمرار لتنعم المنطقة بالسلام ، سلام يضمن للفلسطينيين حقهم بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف ،دولة فلسطينية قابلة للحياة ، رؤية ثاقبة وحكمة مستمرة يركز فيها على سلام يضمن مصالح الوطن العليا.
حنكة سياسية قادها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم للدفاع عن فلسطين في جميع المنابر العالمية بحكمة نيرة وقلب قادر على اظهار الحق كما يراه الأردن.
رؤية ثاقبة رسخ فيها ثوابت الأردن و استندت فيها على فكر شمولي في السياسية الداخلية والخارجية ، عزز من خلالها أمن واستقرار الأردن ، بالرغم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه في ظل ما يعصف به من أحداث إقليمية و عالمية .
رؤية ثاقبة اشتملت على توزان ابعد ونأى بالدولة الأردنية عن كل الصراعات ،رؤية ثاقبة وسياسية حكيمة عززت مكانة الدولة الأردنية بعلاقات متينة متماسكة لم تشهد أي توترات بل على العكس كانت على الدوام تعكس ثبات السياسة العامة .
رؤية ثاقبة اجمع عليها المجتمع الأردني بكافة أطيافه الفكرية والحزبية والسياسية مبنية على التسامح كانت ومازالت السبيل دون خلق اي عداوات حقيقة بين الأردن والعديد من الدول.
رؤية ثاقبة نرفع لها القبعات ونفتخر بها يوما ً بعد يوم ونسير خلف صاحبها صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم ، دون أن ننظر خلفنا ،رؤية ثاقبة وفكر نير وارادة قوية نستمد منها العزيمة والأمل بالغد .