ينشر أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً تصويرياً عن تجربته في وضع قطة في فرن الميكرويف للتأكد من مصداقية بعض الدراسات التي توضح أن القطط مع الحرارة يمكن أن يزداد حجمها، هذه التجربة كانت مزحة ولم تطبق فعلياً على أرض الواقع ولكن المؤلم أنه بمجرد نشر المقطع قام بعض المتابعين من الأطفال بتطبيقها فعلياً.
«عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ، فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ»، فكيف بمن يساهم في نشر الأفكار السلبية التي تحرّض الجمهور من بينهم الأطفال على العنف ضد الحيوانات وتغرس سلوكيات هدامة في نفوسهم.
مواقع التواصل الاجتماعي صورة مطابقة لما يجري في الحياة، فهي نافذة تطل على الواقع، لذا يجب تركيز المؤثرين والمشاهير على الإيجابيات ليكونوا قدوة لغيرهم، لأنهم في النهاية أصوات مسموعة ولديهم قاعدة جماهيرية كبيرة.
وهم بلا شك سفراء لدولهم ولهم تأثير كبير على المتابعين، فطبيعة البشر الاقتداء بالشخصيات المعروفة ونشر ما يروجونه بغض النظر عن نوعية المضمون، لذا يتوجب عليهم توفير طرح نوعي للقضايا التي تهم الرأي العام والعمل على تعميق الوعي وترسيخ ثقافة إيجابية تساعد في تغيير السلوك السلبي لدى المتابعين.
كن مؤثراً إيجابياً واصنع التغيير. يجب على المؤثرين المشاركة في برامج تطوّر من تواجدهم في مواقع التواصل الاجتماعي التي تساعد في بناء قدراتهم وفق رؤية أكاديمية متقدمة.
ويمكنهم من تطوير محتوى هادف يتضمن ثقافة واسعة وأفكاراً غير تقليديّة. ومن المهم أن يكون الابتكار والفئة العمرية للمتابعين على رأس أولويات المؤثرين في تقديم المحتوى، وعدم جعل هدفهم الأساسي هو زيادة عدد المتابعين فقط. وليكون تواجدهم فعالاً، من المهم أن يتبعوا استراتيجية واضحة وهادفة تمكنهم من تعزيز وتحسين تواجدهم في الإعلام الاجتماعي.