من أكثر المواقف المحزنة في ليلة كهذه الليلة الباردة الماطرة أن تجد على قارعة الطريق في منطقة مظلمة وبعيدة عن عيون الناس شخصاً يرتجف من شدة البرودة تأخذه الرياح القوية حيث تشاء ، ويلقي المسكين خطاباً وشعراً وهلوسات بصوت مبحوح وتحيط به مجموعة من الكلاب الضالة من كل الجهات تريد أن تنهشه وهو يقترب منها ، شخصاً قد بلغ من الكبر عتياً ومريضاً نفسياً وفاقداً للذاكرة ويهذي وسط البرد القارس ولا يعرف طريق العودة ولا يتذكر إسمه ولا عنوانه ، والسؤال أليس لهذا الشخص أهل ؟ وكيف يتركه أهله اذا كان عندهم نخوة وشهامة ومرؤة وبقايا ضمير يهيم على وجهه دون رقيب وعرضة للأخطار.