أقامت المكتبة الوطنية ضمن نشاطاتها المسائية يوم الخميس الموافق ٣٠/١/٢٠٢٠ ندوة ثقافية متميزة تحدت فيها الدكتور محمد سلمان المعايعة عن الرعاية الملكية عن دور الشباب في التنمية والنهضة في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم وذلك بمناسبة ذكرى ميلاد جلالة الملك عبدالله الثامن والخمسين الذي يصادف في ٣٠ من شهر كانون الثاني ، وبرعاية كريمة من عطوفة مدير عام دائرة المكتبة الوطنية الاستاد الدكتور نضال الأحمد العياصرة وقد أدار اللقاء وشارك فيه المهندس عبدالرحمن البدور وفي بداية اللقاء رحب المهندس البدور بالحضور والإشادة بمنجزات جلالة الملك بأسلوب راقي أذهل وابهر الحضور وبما يتناسب مع جلال وقدر المناسبة في عيد جلالة الملك الذي يعتبر عيد أمة لعظمة الإنجازات التي تحققت على أرض الواقع لبراعة وعبقرية الفكر العميق لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.. والذي كان له الدور الكبير في تجنب الأردن في كثير من الأزمات بفضل الرؤية الملكية الثاقبة.
وتحدث عطوفة الأستاذ الدكتور نضال العياصرة مدير دائرة المكتبة الوطنية راعي الاحتفالية مرحبا بالضيوف وتحدث بكلمات بالغة الأهمية وفائقة التأثير في إظهار منجزات الوطن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أعزا الله ملكة في كثير من المجالات ومنها قطاع الشباب عماد الأمه ورفعها وسر نهضتها وقدم التهاني والتبريكات بمناسبة عيد ميلاد سيدنا والعائلة الهاشمية العامرة
وبهذه المناسبة الجليلة على قلوب الأردنيين إفتتح عطوفة الأستاذ الدكتور نضال العياصرة معرض الصور الذي أقامته المكتبه بهذه المناسبة السعيدة التي أظهرت الجوانب المضيئة في مسيرة صاحب الجلالة وصور شهداء معركة الكرامة الذين روا ترب لوطن بدمائهم ورفعوا رأية الوطن عالية في كافة المجالات وعلى الخارطة الدولية بعظمة إنجازات قائد الوطن.
وقد تضمنت المحاضرة التي قدمها الدكتور محمد سلمان المعايعة محاور ومضامين رئيسية سلطت الضوء على رؤية جلالة الملك عبدالله ابن الحسين المعظم في تحقيق التنمية والنهضة في كل القطاعات الحكومية وخاصة كيفية النهوض بقطاع الشباب وتمكينه بالمهارات والقدرات لتحقيق التنمية والنهضة، وقال الدكتور المعايعة لابد من توفر الأدوات التي تساعد في عملية التنمية والتطوير لقطاع الشباب لكي نحقق مستويات التنمية والنهضة التي نسعى إليها وقد سلط الضوء فيها على بعض المحاور منها محور الدعوة للنهوض بقطاع التعليم للشباب.. لأن التنمية والنهضة بحاجه لمعرفة متقدمة في مجال تكنولوجيا المعلومات المعرفية. فالنهضة والاصلاح بحاجة الى رواد فكر اصحاب معرفة لتعزيز ثقافة البحث والابتكار والإبداع والتركيز على التعليم باعتباره أداة للتحديث والإصلاح والأهم لأي أمه لأن انهيار التعليم يعني انهيار أمه لذلك فالتنمية بحاجة إلى مبشرين يبشروا بها من أبناء الوطن ممن لديهم القدرة العلمية والفنية التي اكتسبوها من مدارس الهاشميين.
وقال الدكتور المعايعة بأن جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين قد طالب بثورة ثربويه للنهوض بالتعليم لأن التعليم أحد الأركان الرئيسة في المجتمع ، فجاء التركيز على بناء القدرات البشرية وتطوير العملية التعليمية والارتقاء بها الى مصاف الثورة العالمية الجاريه في هذا الصعيد والتي هي جوهر نهضة الأمة لتحقيق التنمية والنهضة في كافة المجالات، والتركيز على التعليم باعتباره أداة للتحديث والإصلاح والأهم لأي نهضة فبدون إصلاح التعليم إصلاحا جذريا سيبقى التخلف ضيفا كريها على مجتمعاتنا ، وسيتأخر نهوضنا في كافة المجالات الإنتاجية وقال المعايعة بأن جلالة الملك من خلال طرحه للأوراق النقاشية قد ركز على ضرورة إعادة إنتاج وتشكيل المؤهلات التنويرية والقدرات لدى الشباب للعمل على إنتاج الفكر وصناعة المنطلقات العلمية والمعرفية اللازمة للتفاعل بين الشباب بهدف بناء سكة معرفية جديدة في فضاءات التقاليد المعرفية العلمية، المولودة من رحم الذات الأردنية لكي تصدح في فضاءات الفكر الإنساني.فالتعليم هو السلاح الاقوى الذي يمكن استخدامه لتغيير العالم.. وقال المعايعة ان المجال التربوي حظي بنصيب كبير ووافر من الرعاية والاهتمام الملكي، والدليل على ذلك.. هذا الاهتمام والتطور الكبير الذي وصلت اليه المؤسسة التعليمية في الأردن، وجاءت الورقة النقاشية الملكية السابعة التي طرحها جلالة الملك على أبناء شعبه، للنقاش لإيجاد الوسائل المتاحة للارتقاء بالعملية التربوية والوصول بها الى المستوى الذي يضع الأردن في مصاف الدول المتقدمة والتي تعنى بالشأن التعليمي عبر تفعيل الحوار وتقبل الرأي والرأي الآخر وابراز القادة واكتشاف الإبداع.
أما بالنسبة لمحور الثاني من المحاضرة فقد تناول الدعوة لتحصين الشباب من الفكر المتطرف ليكونوا أداة من أدوات محاربة التطرف والإرهاب من خلال التسلح بالعلم والمعرفة والإبداع والأخلاق والوسائل التربوية والتعليمية التي تعتبر الطريق الأمثل لتغير السلوكيات الخاطئة التي تفتك بمجتمعاتنا. لبناء الشخصية السويه التي تبي ولا تهدم، ولكي يكونوا قادة فاعلين في المجتمع قادرين على تحمل المسؤولية فقال الدكتور المعايعة إن من مفاتيح الارتقاء بالوطن وتقدمه هو توعية الشباب فكريا وسياسيا لمواجهة التحديات والمتغيرات التي تحاك ضده....وعلينا ان نخلق جدار صّد ضد المتآمرين على وطننا ونقف مع أجهزتنا الامنية للدفاع عن هذا التراب الطاهر، لذلك فقد إرتقاء قطاع الشباب درجات عالية في عهد جلالة الملك عبدالله حيث ركزت جميع المبادرات الملكية على استثمار طاقات الشباب وتحصين الفكر الشبابي بالفكر الإبداعي والأمن الفكري لخدمةالوطن بكل واقتدار فلا بد من تثقيف الشباب وتحصينهم ضد الإرهاب، فالشباب يتعرضون لشحنات أيديولوجية قوية والبعض منهم يرغب من خلال هذه الزاوية السحرية تطهير نفسة في الانخراط في المنظمات الضلالية من خلال اعتناق الأفكار المتطرفة وقال المعايعة
لا بد من تحصين الشباب من التطرف وتعزيز القيم والأخلاق لديهم من خلال تأهيلهم بالفكر الإبداعي والثقافة العالية الموزونه، ومكافحة التطرف بحاجة إلى منظومة ثقافية دينية وتعليمية تدخل كل بيت ومؤسسة لتكون جدار صد ومانع ضد م أي ملوثات تدخل لبيوتنا نتيجة تسارع تأثير العولمة الثقافية على أفكار الشباب وخاصة الأفكار التي لا تتناسب مع قيمنا ومعتقداتنا وتقاليدنا.
وقد تناول في المحور الثالث من المحاضرة محور دعوه جلالة الملك عبدالله الثاني للمشاركة السياسية للشباب من خلال تفعيل دور الأحزاب السياسية ودعوة الشباب للمشاركة فيها ليبقوا قريبين من صنع القرار وقال الدكتور المعايعة يجب تمكين الشباب بالمهارات المعرفية وهي تزويدهم بالمعارف والمهارات الإبداعية التي تؤهلهم للمشاركة الفاعلة والحقيقية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فتمكين الشباب سياسيا ترجمة للأوراق النقاشية الملكية لخلق قيادات شبابية قادرين على إحداث التغيير عبر زيادة وعيهم بالقضايا والتحديات الوطنية ... وفي المحور الرابع.. ركز رعاية الشباب المبدعين من خلال إقامة المركز لتمكين الشباب وصقل مهاراتهم وابداعاتهم والاعتماد على النفس وقال إن دور المراكز يتمثل بالتمكين، وإيجاد بيئة محفزة ينطلق من خلالها الشباب للنهوض بمشاريعهم الريادية، بفكر مستنير، وإرادة حقيقية فالمراكز الشبابية تعد مظلات شبابية وطنية تحتضنها وزارة الشباب في اطار التمكين السياسي والثقافي والاقتصادي للشباب تنفيذا لمحاور الاستراتيجية الوطنية للشباب التي تعنى باشراك الشباب في الحياه العامة وتمكينهم من ممارسة العملية السياسية وفق برامج ووخطط زمنية، من خلال إشراكهم بالحياة العامة وتفعيل دورهم في عملية صناعة القرار... والاسهام في دفع عملية التنمية والتطوير وتدريب الشباب على ادوات التمكين السياسي المتعددة وصولا الى توفير بيئة حاضنة لدعم المبادرات السياسية الشبابية الوطنية. فالهدف من المراكز هو بنا ء آليات للوقاية من الانحراف نحو سلوكيات غير مرغوب بها.....وتنفيذ مبادرات ملكية تركز على المشاريع الانتخابية والتنموية وغرس قيم الأخلاق الإسلامية والانتماء في نفوس الشباب لتكون عنوان للمجتمع وتطوير مهارات وقدرات وتمكينهم لدخول سوق العمل. وقال الدكتور المعايعة
لقد حقق الأردن منذو تسلم جلالة الملك عبدالله سلطاته الدستورية وحتى يومنا هذا قفزات نوعية في المجالات كافة ومنها الرعاية الملكية لقطاع الشباب سواء على المستوى المهني او التقني او تمكين الشباب بأدوات المعرفة والفكر والإبداع والريادة ليكونوا من روافع البناء والتحديث في المجتمع وذلك بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك .
وقد ظهرتْ هذه الثقافة في الأوراق النقاشية الملكية قولاً وفعلاً، فقد حثَّ على التعليم في الورقة النقاشية السابعة،.فكانَتْ رِسالة ومؤشرًا على نشر ثقافة جديدة لشباب، هي ثقافة العلم والمعرفة وتطرق المعايعة إلى المبادرات الشبابية بين الواقع و المأمول فيما بتحقيق طموحات الشباب
لذلك لا بد من صناعة الوعي السياسي الذي هو مفتاح التغيير وشرارة النهضة الثقافية والسياسية والتنموية لدى الشباب
فهم عنوان تقدم الأمة ودعامة نهضتها فهم أغلي ماتمتلك الأمة، فالأمة تمتلك كثير من المقدرات.. مقدرات اقتصادية، ومقدرات عسكرية، ومقدرات جغرافية، ومقدرات إنسانية وأغلي ما تمتلك الأمة المقدرات الإنسانية وأغلي المقدرات الإنسانية هم الشباب أمل المستقبل وسر نهضة الأمة كما أسماهم جلالة الملك وإذا أردت أن تعرف مستقبل أي أمة فلا تسأل عن ذهبها ورصيدها المالي، فانظر إلي شبابها واهتماماته، فإذا رأيته شباباً متديناً فاعلم أنها أمة جليلة الشأن قوية البناء، وإذا رأيته شباباً هابط الخلق، منشغلاً بسفاسف الأمور، يتساقط على الرذائل فاعلم أنها أمة ضعيفة مفككة، سرعان ما تنهار أمام عدوها، فالشباب عنوان الأمة. وفي نهاية المحاضرة قال الدكتور المعايعة أن من آليات الإنتماء والولاء للوطن هو تربية الأبناء بأن للوطن قيمه عالية بعلو القيادة...نعلم الأبناء ونغرس فيهم القيم الدينية والثوابت الوطنية والقومية.....نعلم الأبناء بأن حب الوطن إيمان وعقيد.
علينا ان نقف درع متين وراء قواتنا المسلحة لتعزيز الجبهة الداخلية بقوة وتلاحم أبناء الوطن لأن الوطن يرتقي بسواعد اهلة...
ونقول للأبناء بأن الوطن ليس فندقا نغادرة حين تسوء خدماته ، ولا مطعما نذمه حين لا يروق لنا طعامه ولا متنزه نغادرة حينما تنتهي أوقات التنزه فيه، فالوطن ليس للتجارة، ..الوطن شرف وعز وانتماء وولاء فلا شيء يعادل تراب الوطن إلا الروح يصان بالانتماء والولاء آلية. وقال لقد تكرست هذه المعاني والقيم نتيجه حرص جلالة الملك على الإرتقاء بالحركة الثقافية من خلال إيجاد العديد من المراكز الشبابية التي ترعى وتساعد على النهوض بالحركة الثقافية والتي تهدف إلى تنمية التفكير الإبداعي وبناء القدرات وتنمية المهارات القيادية لتظل شمسهُ الوطن مشرقة بوجود أبنائه الأوفياء والشرفاء ممن تخرجوا من مدارس الهاشميين.
وقد حضر المحاضرة عدد من النخب الوطنية وقد تجولوا في معرص الصور التي إقامتها المكتبة الوطنية وقد عبروا عن تقديرهم لمستوى التنظيم والترتيب في عرض الصور التي تعضم إنجازات جلالة الملك في جميع المجالات وخاصة الجوانب الإنسانية منها، كما دار نقاش ومداخلات في نهاية المحاضرة من قبل الحضور أثروا بمدخلاتهم المحاضرة وأبرزوا منجزات سيد البلاد المفدى على المستوى الداخلي والخارجي وخصوصا موقفه المشرف من رفضه لصففه القرن.
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه.
وكل عام وجلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم بألف خير وسعادة وسرور وبركة.