قبل فترة اشتكى جارنا ابو اسماعين من وجع في بطنه فأشارت ” سلفة ” جارتنا فتحية على أم سماعين بضرورة الاستعانة بأم العبد من الحارة المجاورة وبالفعل جمعت جارتنا متطلبات الزيارة وذهبت برفقة فتحية لأم العبد والتي كانت تسأل عن التفاصيل الدقيقة لحالة ابو اسماعين وكيف يشعر ومتى يحضره الألم وكم مرة يذهب الى الحمام في اليوم وغيرها من تفاصيل دراسة الحالة وتقييم الوضع قبل ان تنتهي الى تركيب وصفتها بمزيج معقد من المواد لينتهي ابو اسماعين الى غرفة العناية الحثيثة وفتح المدعي العام ملف تحقيقي بطبيعة السموم التي أدت الى دخوله في غيبوبة في حين أن ام اسماعين لا تزال تصر على أن زوجها ضربته عين جارتها حفيظة عندما نزل لشراء الفلافل !!
صفقة ترامب تذكرني تماما بشربة أم العبد اما تفسيراتها فتذكرني بنظريات ام اسماعين فلقد قدمها ترامب على أساس أنها حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي في حين أنها تزيد الحالة تعقيدا وتؤدي الى تدهور عملية السلام التي باتت تلفظ انفاسها الأخيرة فهي مدعاة للسخرية من هذا الجانب لأنها توصف تضليلا ” بخطة سلام ” في حين انها مثل شربة أم العبد تماما سترسل السلام كله الى الجحيم لتقربنا جميعا الى الحرب بدعوة تهريجية من البيت الابيض ومثلما فجرت شربة أم العبد مصارين ابو اسماعين فإن خلطة ترامب فجرت للوجود خارطة مضحكة للدولة الفلسطينية أشبه شكلا بالمصران الغليظ منها حتى لارخبيل جزر الواق واق أما تفسير اسباب الصراع التي قامت عليها نظرية ” شربة ترامب ” فهي تأخذ نفس شكل الخرافة التي ادت بابو اسماعين بالنتيجة الى غرفة العناية الحثيثة في معالجات واهمة من ” طرقة عين الجارة ” والفلافل تتحمل المسؤولية كاملة عن استمرار الصراع مثلما يتحمل اللاجيء الفلسطيني المسؤولية عن عدم تحقق السلام !!
قبل سنوات طويلة ارتكب جورج بوش الصغير جريمة احتلال العراق وقد اتصل في ذلك الوقت بالرئيس الفرنسي الراحل جاك شيراك ليقنعه بضرورة مباركة هذه الجريمة لكي يظهر جيش يأجوج ومأجوج فما كان من شيراك إلا أن اتصل ببابا الفاتيكان ليفهم منه ما سمعه من جنون واليوم فترامب على نفس الشاكلة والفهم الديني العقيم الذي ترفضه الكنيسة العربية مهد المسيحية الحقة وجوهرها النظيف فترامب من هذا الجانب مثل أم العبد تماما تعتقد أنه يوحى اليها لتقدم شربة لمصارين ابو اسماعين في حين أن سيد البيت الابيض يريد لمصارين المنطقة كلها ان تتقطع في هرمجدون نهاية الزمان والمكان !!
بصراحة لا أدري بماذا تختلف وصفة ترامب عن خلطات نتنياهو عن معتقدات داعش الراديكالية عن تباشيم الحشد الشعبي التي تبشرنا بهلاك البشرية والحروب الطاحنة وفتن آخر الزمان في مرويات الشعوب التي أدت حتى الآن الى إزهاق عشرات آلاف الأرواح وتحطيم قيم حقوق الانسان على أرض يفترض فيها أنها مهبط السلام من السماء فعندما يتم خلط السياسي بالديني حتما سنكون أمام ” شربة ام العبد ” ..