لم ينتابني أي شك عندما اختار جلالة قائدنا الأعلى ذاك الجنرال لقيادة جهاز الأمن العام في هذه الفترة ، ففكر الملوك ورؤيتهم دائما ثاقبة .
سرنا ما سمعنا اليوم من عطوفة مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة خلال إيجاز عفوي شرح لنا فيه رؤيته لجهاز الأمن العام وما هو مقدم عليه من تطوير وترجمة لرسالة التكليف التي أوعز له بها جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم بدمج أطراف العمل الأمني بشكل كفؤ في مظلة جهاز الأمن العام ، وأقول سررنا ولكن بالحقيقة فإننا قد انبهرنا بالفكر المتطور الذي يمتلكه هذا القائد .ماذا لمسنا حيث كنت بمعية مدير عام المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين ؟ بل ماذا لم نلمس ؟ ترسخت نية مدير الأمن العام بالانتقال من جهازمثقل بالبيروقراطية وضعف ثقة المواطن به إلى مصاف الأجهزة الأمنية في أرقى بلدان العالم، جهاز رشيق في عملياته وأدائه، لقد وصف الجنرال حسين الوضع الحالي وتراكماته مع العرفان والتقدير الكامل لما بذلوه قادة الجهاز السابقين وضف العارفين ذوو الخبرة، ومن خلال شرحه كان يضع إصبعه على مكامن الألم بتشخيص القائد المتبصر المتمكن وينقلنا مباشرة إلى ما قد نعتقد ألان انه حلما جميلا يحوي ما يتمناه كل مواطن على ارض المملكة ثم يعود بنا إلى ما نحن عليه ألان وينطلق بأفقه مجددا إلى ما سيكون ، كان ذلك بسلاسة الشرح وضخامة التدبير والفكر النير ، لم يطب لي أن ينتهي اللقاء حيث كنت بالحقيقة استمع إلى إيقاع موسيقي يتخلل كلمات الجنرال ، فلقد اعتقدت يوما إنني قد فهمت جهاز الأمن العام نظرا لخدمتي الطويلة به ولكني اليوم اكتشفت أنه كان ينقصني الكثير لأعرفه . وسرني كعضو للمجلس التنفيذي لمؤسسة المتقاعدين العسكريين أيضا ما نقله لنا عطوفة الجنرال عن مدى اهتمامه بالمتقاعدين العسكريين وبما يخطط لدعمهم بدأً من تحسين ظروف صندوق الإسكان مرورا بإنشاء إدارة داخل الأمن العام تعنى بشؤونهم إلى دعم المؤسسة ماديا وفنيا ومعنويا لتؤدي الدور المأمول منها تجاه رفاق السلاح إلى تطوير بعض الإدارات داخل جهاز الأمن العام لتستوعب إعداداً من المتقاعدين.
بالحقيق كنت قد لملمت أفكاري ودرستها جيدا قبل مقابلة ذلك القائد ولكنه عندما بدأ بالحديث وجدته وكأنه قد استمع منا مسبقا عمما يجول في أذهاننا وقد بدأ فعلا بالخطوات الأولى للتنفيذ وقد أضعت حينها ما قد أتينا من اجله ، فأصابني الوجوم أمام ذاك الفكر وأمام تلك القامة التي وفرت علينا عناء الحديث والإقناع .
شكرا جزيلا عطوفة اللواء وجزاكم الله خير الجزاء عما قمتم به وما ستقومون .
اللهم أحفظ الأردن آمنا سخاءاً رخاءاً واحفظ سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين واحفظ الأردن ورجالات الأردن وأسبغ علينا من نعمك انك أنت السميع العليم .