بقلم : العميد الركن مدير التوجيه المعنوي مخلص محمد المفلح
يصادف يوم الخامس عشر من شباط في كل عام، يوم الوفاء الوطني للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، الذين خدموا في صفوف القوات المسلحة – الجيش العربي والأجهزة الأمنية وقدموا تضحيات كبيرة وحافظوا على أمن الوطن واستقراره .لقد سطّر المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدماء، نماذج خالدة مشرّفة في البذل والعطاء في خدمة وطنهم وأمتهم، وحملوا على أكتافهم أمانة المسؤولية، وبذلوا الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن ونهضته، ولا يزالون يقدمون أقصى ما لديهم من جهود تجاه وطنهم، كيف لا وهم رديف القوات المسلحة والسند الحقيقي لها في حماية الوطن ليبقى حرّاً عزيزاً مرفوع الراية، قادراً على حماية مكتسباته والدفاع عن حدوده وسيادته وأمنه .إنّ تخصيص 15 شباط من كل عام يوما للوفاء الوطني للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، يعكس المكانة النبيلة التي يحظون بها لدى جلالة الملك عبدالله، ومدى الاهتمام الكبير الذي يوليه جلالته لهم، من خلال عقد اللقاءات المستمرة لسماع آرائهم وملاحظاتهم والاستفادة من خبراتهم، بهدف إثراء مسيرة العمل والبناء الوطني التي تعدّ نهجاً يحرص جلالته على مشاركة الجميع فيه .ولا بدّ من الإشارة هنا إلى تقدير جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة، للدور الكبير الذي قاموا به في معارك الجيش العربي في اللطرون وباب الواد والكرامة الخالدة، إذ قال جلالته، في نص رسالته للحكومة، «نرى أنه بات من الضروري إعلان يومٍ نحتفل فيه بالمحاربين القدامى والمتقاعدين العسكريين، الذين قاتلوا في معارك الجيش العربي في اللطرون وباب الواد والكرامة، وسائر المعارك التي خاضها جيشنا المصطفوي دفاعًا عن الوطن والأمة، ويخصص كيوم للوفاء للمحاربين القدامى، وهم الرديف لجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية الباسلة. وقد ارتأين? أن يكون الخامس عشر من شباط في كل عام يوما للوفاء للمحاربين القدامى، وهو اليوم الذي سطرت فيها إحدى وحدات قواتنا المسلحة الباسلة أسمى معاني البطولات عام 1968 قبيل معركة الكرامة». بدورها وتنفيذاً لرؤى وتوجيهات جلالة القائد الأعلى المستمرة للاهتمام بالمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، تعبر القيادة العامة للقوات المسلحة عن اعتزازها وتقديرها لهم مؤكدةً أنهم الرديف والسند الحقيقي لها، حيث دأبت القيادة العامة على عقد لقاءات مستمرة في كافة مناطق المملكة للتواصل معهم وتلمس احتياجاتهم، كما تم زيادة أعداد المستفيدين من صندوق الإسكان العسكري بواقع(100) ضابط صف وفرد ليصبح عدد المستفيدين من الصندوق شهرياً (550) بدلاً من (450)، إضافةً إلى استصدار البطاقة الذكية (رفاق السلاح)، إذ يتم من خلالها منح خصومات للعاملين والمتقاعدين وورثة المتقاعدين المتوفين على المشتريات من أسواق المؤسسة الاستهلاكية العسكرية. ومن كل هذا نستشعر الأهمية البالغة للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء لدى جلالته، حينما أمر بإنشاء المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدماء، لتساهم في تحسين المستوى المعيشي لهم وذويهم ضمن الإمكانيات المتاحة، واستغلال واستثمار خبراتهم في المجالات كافة، وتأهيلهم في مجال تكنولوجيا المعلومات لتمكينهم من الانخراط في مجال الأعمال. وأود أن نؤكد هنا أن الاحتفاء بهذا اليوم يمثّل عرفاناً وتكريماً من الهاشميين والشعب بقيمة التضحيات التي قدمها المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدماء ودورهم في تعزيز مكانة الأردن ويجسّد نموذج القيم الأردنية الأصيلة تحت لواء قيادتنا الهاشمية ويرسّخ القيم التي غرسها جلالة الملك في الدفاع عن الوطن وحمايته من المخاطر والتهديدات الخارجية. سلامٌ لكم ومبارك عليكم يومكم، سلامٌ بحجم محبتنا وتقديرنا لكم، وبحجم عطائكم وتضحياتكم، فهذا إرثكم العظيم في العسكرية يستمر مع أبنائكم وإخوانكم مكللاً بهيبة شعار الجيش العربي الذي يزين الجباه. حمى الله الوطن وحفظ القائد الأعلى وأدام عزه وملكه. كل عام وأنتم بخير.