هناك اخبار تتناقلها المواقع الاخباريه الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي , حيث تنتشر هذه الاخبار بسرعه خيالية تفوق سرعة الضوء , منها اخبار حقيقية حدثت أو ستحد ث فعلا ومنها ما هو الا اشاعات وتنبؤات كاذبة لها اهداف مسمومة أو ذات أجندات ومصالح خاصه , من يتحمل مسؤولية انتشار الاشاعه والأكاذيب ؟ من بيده ايقاف هذا الانفلات الاعلامي ؟ ما اثر هذه الاكاذيب والاشاعات ؟.
اذكر سابقا ان جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم حفظه الله ورعاه طلب من الاعلام الكشف عن الحقائق وتقديم المعلومة الصحيحة للقضايا التي تخدم المواطن والوطن بكل تجرد وموضوعية , وأكد جلالته على ان يتصف الاعلام بالعدل والاخلاق الحسنة التي تبعده عن الشبهات , وأن يتحدى الظروف حتى يصل الى الحقيقة بكل شفافية , ومن اهم معالم السياسة الاعلاميه التي جاءت متضمنة في رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني للاعلام الاردني , هي بناء الثقة بين الاعلام والمجتمع وبناء الاخلاقيات الاعلامية ووضع السياسات والأطر والقوانين التي تيسرللمؤسسة الاعلامية المعلومة الحقيقه بكل شفافيه ودون عقبات .
ما دعاني الى كتابة هذه المقالة هو مقدار الاستياء والامتعاض الذي شعرت به من جراء تصريحات صحفي أردني رسمي تجاوزت خبرته الاربعين عاما ونيف في العمل الصحفي الرسمي حيث ذكر خلال منشور له على صفجته على الفيس بوك , ما يتضمن الاستهزاء بعقلية الشعب الاردني كيف له ان يتقبل معلومة ان يبيع الاردن البتراء للصهاينة , اعود لأخاطب هذه القامة العلامية وأقول له, انك انت كنت ممكن شارك بوضع السياسات الاعلامية لهذه الدولة, وانك انت كصحفي متنفذ ومخضرم تملك السلطه القوية للوصول الى المسؤول الحكومي لاستقصاء المعلومة الحقيقيه حول موضوع بيع البتراء او غيرها من المعلومات الاخباريه الاخرى دون عناء , وانك انت بدلا من ان تستهزء بشعب تضرب به الاشاعات وتنفلت فيه الاخبار الاعلامية انت المسؤول الاول والاخير عن الاستقصاء ونقل الخبر الصحيح بكل وضوح ودون مواربة , المواطن العادي مجرد جمهور قاريء وناقل للمعلومة اما انت ايها الصحفي الاردني انت هو من يتحمل مسؤولية نشر الحقيقه بكل ادلتها ومن مصادرها الموثوقة , البتراء ستباع ام لا نصدق ام لا نصدق هذا ذنب الاعلام الرسمي , على الجسم الصحفي الاعلامي الاردني الرسمي وغيره ان ينشر الخبر اليقين لكي لا يعطي مجال للاشاعات ان تضرب الثقه بين الحكومه والنظام والشعب , على المؤسسة الاعلامية الرسمية ان تنفذ رؤية جلالة الملك الاعلاميه وعليها عبئ كبير لاستقصاء ونشر الخبر اليقين , وان يكون هناك سبق في نشر الحقائق بسرعه تفوق سرعة الاشاعات والاكاذيب , اصبحنا نحن كقراء للاخبار نستقصي المعلومه ولا اعتقد انه اذا اخطأنا الاستقصاء ووقعنا فريسة سهلة للاشاعة ان هذا ذنبنا لا بل هو ذنب المؤسسه الاعلاميه الرسميه التي لا تبادئ في نشر الحقيقه او انها تتكاسل في اداء مهامها او انها تملك الحقيقه ولكنها تخفيها لغاية في نفس يوسف .
ان انتشار المعلومات المنقوصة او الاشاعات او الاكاذيب ما هو الا قنابل للفتنه بين الحكومه والشعب , حيث ان هذا الانفلات الاعلامي عبر مواقع التواصل اذا لم يتم ضبطه سوف يؤدي الى نتائج لا يحمد عقباها , الحكومة ممثلة باعلامها الرسمي هي المسؤول الاول والاخير عن هذا الانفلات والتخبط , لذا عليها تطبيق استرتيجية شفافية الحقائق بسرعة الغزال وليس بزحف السلحلفاء , اننا نعيش في عالم تحكم استقراره القوة الاعلامية وسرعة الترويج والنشر فكل دعائم الدولة مرتبطة بالاعلام سواء اقتصادية او سياسية او صحية او اجتماعية , وأخيرا وتأكيدا اذا سبق الصدق اجهظت و ماتت الاشاعة والكذبة وهي بطن امها .