انه لفخرنا الكبير بهذه المناسبة العطره لذكراها الرابعة والستين في تاريخ مسيرة الوطن المشرق بأنجازاته والأنطلاقة الهامة في مراحل تعريب الجيش العربي المصطفوي عام ١٩٥٦ م في ترسيخ مسيرة الجيش والوطن والتي يفوح عطرها بمناقب الراحل الكبير أبو الأردنيين جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه .والذي كرس سيادة الأمة ومواصلة المسيرة في بناء الدولة الأردنية بقراراته الحكيمة في فرض الهوية الوطنية لتصل تلك الرسائل إلى العالم كله ليكون هذا الوطن ملاذا للأمنين وأرض الرباط ليوم الدين للدفاع عن الحق وعلى مقدمته الوطن اولا وعن سائر قضايا الأمة على الشكل العام ..ليبقى هذا الوطن العزيز مشرع الأبواب لكل مهاجر ومنكوب وتضميد الجرح لكل مظلوم
حيث انطلق حلم أبناء الوطن العزيز وحقهم في حياتهم المستقلة لممارسة دورهم الوطني والقومي بكل حرية وكرامة .حيث أضع بينكم في السطور ومضة من اقوال القائد الباني الحسين بن طلال طيب الله ثراه والمسطرة في كتب التاريخ والتي يحضرني ذكرها من حياتي المدرسية لكتب التاريخ عندما قال : أنا أعرف بلدي ' وأعرف مسؤولياتي ' وسأمضي في تنفيذ كل ما أعتقد أنه صحيح بقدر ما أستطيع ' ولن أغير قراري فيما أقوم به لصالح بلدي وشعبي ' بغض النظر عن تلك النتائج ' ..وهذه الكلمات كان سطرها من نور ولم تخرج إلا من قلب مطمئن بالأيمان لحسن ظنة بشعبه وجيشه وهذه المقتطفات التي قالها قد رسخت في أذهان الأردنيين على الدوام وفي سجل كتاباتهم ومحاضراتهم حينما تمر علينا هذه الذكرى المجيده تخليدا ووفاءا لها في دستور العهد والوعد الذي قطعه على نفسه للمضي قدما في تضحياته ولا يغير رأيه مهما حلت الظروف والأزمات وفي نصب عينيه ايمانه الكبير بالله ..
وبعد أن مضى المغفور له الحسين بن طلال رحمه الله في تنفيذ وعده الذي قطعه على نفسه في وضع صفحة ومرحلة تاريخية هامة للوطن في إصدار قراراته وتجسيد لغة الأنتصار في وضع النقاط على الحروف وتثبيت وتعيين القادة من أبناء هذا الوطن للبدء من حرف الألف إلى الياء مؤكدا بكل إصرار على عهد جديد وبناء أردن المستقبل بسواعد أبنائه المخلصين الأوفياء الأحرار..
واننا نستذكر حياة الملك الباني الذي كان يقول الأنسان اغلى ما نملك "
تلك الحياه ايضا التي كان عليها مع جيشه في صور الحب والوفاء مع الضباط والجنود وشعبه الوفي الذين لم يخذلوا الهاشميين يوما منذ الثورة العربية الكبرى إلى يومنا هذا معاهدين الله بكل معاني الولاء بأن نحفظ هذا الأرث الهاشمي والوطن إلى يوم الدين وعلى السمع والطاعة ..
وهذه هي حقا كانت مسيرة العطاء والكفاح التي واجهها القائد الراحل العظيم بكثير من العزم والأرادة والصبر والتحدي والصمود وبكل قوة وأقتدار ولم يتوانىء يوما عن أبناء وطنه الذين كانوا كل يوم يتكحلون برؤياه وكان دائما القريب لقلوبهم في ودهم وشغله الشاغل أبناء الوطن وما أعظم ذلك القلب وذلك القائد الذي ترك خلفه جيشا عربيا اردنيا شامخا أينما حل حضوره وارتحل وذيوع سمعته في الأقطار العربية والذي يسجل في شتى العالم ابهى الصور والمعاني النبيلة في القيم والمبادىء
وهذا جيشنا العربي الأردني اليوم الذي يؤدي واجبه تجاه وطنه والدفاع عن الأمة والمقدسات والذي نفخر به على الدوام حاملين الراية خفاقة.
وكلنا فخر وأعتزاز بأمجاد نهضة هذا الوطن بأن تبقى الراية عاليه وان لا تنحني الجباه إلا لله ثم الولاء لعبدالله الثاني حفظة الله والذي عزز في تكريس رسالة الحسين الباني وتعزيز معاني الفخر في رسالته للعالم عن القيم السمحة وقبول الآخر في تحقيق مبدأ العدالة والمساواة محافظا على نهج والده الملك الأنسان وعهد الأباء والأجداد ودأب الهاشميين الأخيار .
فبورك هذا الجيش العربي الأردني المصطفوي العظيم وبوركت الأيادي والسواعد التي تحمل البندقية في ضغطها على ذلك الزناد من أجل هذا الحمى العربي الهاشمي ومن أجل نهضة الوطن الكبير بأنجازته منذ استقلاله وتعريبه
وبارك الله بالهمم العالية أصحاب العقول النيره التي تطل علينا بسلاح العلم والمعرفة من صرح جامعة مؤتة السيف والقلم وغيرها من الكليات والمعاهد العسكرية من خلال هذه النهضة العظيمة التي بناها الراحل الكبير الملك الحسين بن طلال طيب ثراه ..
وسيبقى الجيش العربي الأردني الدرع الحصين المتين الذي يحمي سياج هذا الوطن وأداة النجاح للنهضة المنشوده وركيزة الهوية الوطنية الناصعة البيضاء في الدقة والمهارة والمسؤولية والأنضباط والنزاهة والأخلاص وكل معاني مفاهيم الأمانة لأن يبقى هذا الوطن شامخا وأبنائه مرفوعين الهامة .
ولا يسعني في هذه المناسبة العزيزة على قلوب الأردنيين والذكرى العطرة التي يفوح عبيرها لشموخ هذا الوطن ويومه الخالد في الوفاء لذكرى تعريب جيشنا الباسل ..بأن أرفع آسمى آيات التهاني والتبريك إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الهاشمية والقيادة الحكيمة الملهمة 'الغر الميامين' الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الخير خطاه