تأتي ذكرى معركة الكرامة هذا العام بظرف ووضع مختلف؛ إذ يمرّ الأردن وأبناؤه بجائحة فيروس كورونا الذي انتشر في 160 بلداً بالعالم تقريباً، وكانت قواتنا المسلحة الأردنية ولا تزال تقدم التضحيات وتبذل الغالي والنفيس من أجل الوطن وأمنه ونظامه، وسطرت أروع انتصار على الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة الخالدة في وجداننا دوماً، وضمخ منتسبوها بتضحياتهم ودمائهم الزكية تراب الوطن الغالي؛ لتصطف أرواحهم كالشهب في سماء الوطن تحميه وتحرسه على مدار الدهر.
فمعركة الكرامة التي مرّ عليها اثنان وخمسون عاماً كانت من المعارك الشاهدة على ما حققه نشامى الوطن دفاعاً عن أرض الأردن الطهور بمواجهة بين الروح المعنوية والقوة العسكرية، وكيف أعادوا الثقة للنفس العربية المنكسرة، بتحطيمهم لأسطورة الجيش الإسرائيلي وغروره، وستبقى معركة الكرامة درة مشرقة على جبين الأردن على مرّ الأيام.
واليوم يواجه الوطن معركة جديدة في ظل هذا الوباء المستجدّ، ويقف منتسبو قواتنا المسلحة الباسلة على مداخل المدن ومخارجها في الوطن كافة، يوجهون النداء إلى أبناء الوطن وبناته بضرورة الالتزام بالإجراءات الحكومية الاحترازية والتدابير الوقائية التي تصدر حفاظاً على صحة المواطن وسلامته، وذلك للحدّ من انتشار فيروس كورونا، لأنهم عونٌ لأبنائه في كل الأوقات كما كانوا السد المنيع في الحروب والملمات، وها هم جند الأردن على العهد باقون وتضحياتهم ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن والإنسان.
ويوم الكرامة من الأيام الخالدة في تاريخ أمتنا، ويبقى شاهداً حيّا على قدرة الأمة على النهوض ورسم تاريخها بصورته المشرقة الزاهية، كما سيكون اليوم الذي سننتصر فيه بالمعركة على فيروس كورونا انتصاراً جديداً يسجل بماء الذهب في صفحات التاريخ بفضل الله تعالى، وستشرق سماء أردننا الحبيب من جديد وتزول هذه الغمة بإذن الله في ظل جلالة الملك عبدالله الثاني المفدى.
ويوجه جلالته أجهزة الدولة المدنية والعسكرية ويتابعها لحظة بلحظة خلال هذه الأزمة، ويقول: "إن صحة الأردنيين أمر مقدس يتقدم على كل شيء، وسلامتهم فوق كل اعتبار، وهم في مقدمة أولوياتي". كما يتابع جلالته إجراءات التعلم عن بُعد لطلبة المدارس عبر تقنية الاتصال المرئي حرصاً منه على عدم توقف العملية التعليمية لأبنائه عدّة الوطن وشباب المستقبل، وترأس جلالته اجتماعاً في المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات لمناقشة التطورات المتعلقة بفيروس كورونا المستجد، ومتابعة إجراءات القطاع الصحي.
واستطاع قائد الوطن، الذي رهن نفسه لخدمة شعبه، أن يجعل من الأردن مثالاً يُحتذى به في العالم أجمع، رغم شح الموارد، وقلة الإمكانات المتاحة، إذ سبق الدول العظمى في إجراءات التصدي لوباء الكورونا التي سنتخطاها، بعون الله، وبوعي أبناء الأردن المعول عليهم دائماً، وسيبقى الوطن مصوناً بسواعد حُماة الديار في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، بعطائهم الكبير، وجهودهم المستمرة في حماية أمنه واستقراره، وتضحياتهم التي ستبقى خالدة في ذاكرة الوطن والإنسان.
حمى الله الأردن الغالي، وشعبه العظيم، وجلالة القائد، وولي عهده الأمين من كل مكروه.