في خضم أزمة فيروس كورونا، تبرز بشكل لافت أدوار نسائية من مواقع قيادية وميدانية ،وتثبت المرأة الأردنية انها قادرة أن تكون جنبا الى جنب مع الرجال في مساعدة الوطن .
هذا الدور واضح على المستوى الوطني والمستوى العربي والعالمي على حد سواء ، فان دور المرأة قياديا بالمشاركة الفعالة بالازمة تكمن بوجودهن في مناصب قيادية كما هو الحال في جمهورية مصر العربية حيث تتبوأ الدكتورة هالة زايد وزارة الصحة المصرية ، والسيدة ريا الحسن وزارة داخلية لبنان ، ومعالي هالة زواتي وزيرة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن ، ويتبعها طاقم نسائي متميز متمثلة بامين عام الوزارة م.أماني العزام و نائب رئيس هيئة قطاع الطاقة والمعادن م.وجدان الربضي ، والعديد من النساء في الوطن العربي اللواتي يقمن بدور قيادي كما هو الحال مع الدكتورة نبيلة الرميلي في المملكة المغربية وهي ناشطة سياسية وتتولى منصب نائبة عمدة ولاية الدار البيضاء الكبرى التي يبلغ عدد سكانها زهاء سبعة ملايين نسمة، وبدأت مشوارها كطبيبة ثم تولت إدارة مستشفى بالمنطقة، وتتحدث الصحافة المحلية عن دورها القيادي وكفاءاتها الميدانية في القطاع الصحي، وفي مواجهة إصابات الفيروس التي ظهرت بمنطقتها.
وفي هذا السياق تظهر أهمية ما تحققه قيادات نسائية ، من ناحية، وما تقوم به أخريات على الصعيد الميداني بعيدا عن أضواء الإعلام أو أدوات مواقع التواصل. وسيحتاج المرء إلى حيز من الزمن، بعد تجاوز أزمة وباء كورونا العالمي، لوضع استنتاجات أشمل وأعمق حول أداء هذه الكفاءات النسائية، وعما إذا كن يشكلن أيقونات لشعوبهن في فترة تاريخية حرجة، وفي مجتمعات ما تزال تهيمن فيها نظرة محافظة تحجم عن الاعتراف للمرأة بأدوار قيادية متقدمة.
وفي الاردن تتجلى ادوار النساء في الميدان بالعديد من المجالات الحيوية التي تساهم في محاربة فايروس كورونا رغم الاجراءات الحكومية المشددة والتي لم يتم شمولهن في هذه الاجراءات لدورهن الفعال ابتداء من الجانب الاعلامي الذي يعتبر ذا دور رئيس ومهم في تقديم التوعية للمواطنين وتغطية جميع الاحداث التي تبقي المواطن على اتصال مباشر مع ما يدور في واقعه ، وتفتخر بأن تجد اعلامية ميدانية اردنية صباح يوم حظر التجول تبث تقريرا مباشرة من الشارع باحدى القنوات الفضائية الاردنية وتتحدث عن الاحداث الميدانية وتمارس عملها ودورها دون خوف او تردد .
كما تجد المرأة الأردنية في مقدمة اللواتي يعملن في القطاع الصحي المختبري العام والخاص ويمارسن عملهن على افضل وجه دون الخوف من الفايروس موضوع معركة الوطن اليوم ، وتستلم ايضا راية المحاربة من خلال تماسهن المباشر مع المرض بعملهن في القطاع الطبي بالمستشفيات وتقديم العون للمرضى رغم شدة الظروف والخوف والهلع من هذا الفايروس .
كما شاهدنا على مدار الايام الماضية عدد من خبيرات التغذية على الشاشات الاردنية من خلال استضافاتهن يوميا يقدمن النصائح والتوجيهات لسلوكيات التغذية السليمة لتقوية المناعه في مواجة الفايروس وتفعيل دورهن الوطني في ذلك .
وفي كل ما سبق فان دور المرأة يدور في وجه يمكن رصده ومشاهدته بشكل جلي بحكم مواقع عملهن المهم والمشاهد ، الا انه هنالك ايضا جيشا من النساء اللواتي يقمن بدور جبار وبعيدا عن الظهور الاعلامي ، حيث أن العديد من خطوط الانتاج في المصانع المحلية التي تنتج المواد الصناعية من كمامات وملابس الوقاية لوزارة الصحة الاردنية تقوم على النساء بشكل كامل وباشراف وتنسيق مع وزارة الصحة الاردنية لرفدها بأي نقص في هذه المنتجات ، حيث استطعنا في وقت سابق رصد احد المصانع العاملة في منطقة الشونة الشمالية يقوم بتشغيل خط انتاج متكامل ضمن شروط واليات السلامة باشراف وزارة الصحة الاردنية ، كما ان هنالك العديد من مصانع الغذاء التي تعمل بأقصى انتاجيتها لتأمين مخزون غذائي وافر للوطن في ظل ارتفاع الطلب عليها وتقوم خطوط انتاجها على نساء من شتى محافظات الاردن يقمن بواجهن بشكل فعال .
ويمكن في غضون ذلك التوقف عند بعض المؤشرات المتعلقة بدور النساء على الواقع الافتراضي بمواقع التواصل الاجتماعي على غرار الواقع الحقيقي فقد أوضحت البيانات العالمية أن شبكة "فيسبوك” الاجتماعية العالمية احتلت مكان الصدارة في مضمار "السوشيال ميديا” واستخدام الشبكة العنكبوتية، حيث كشفت البيانات أن النساء شكلن نسبة تصل إلى 52% من إجمالي مستخدمي فيسبوك حول العالم، بينما شكل الذكور 48%، فيما أظهرت نفس الأرقام أن الفئة العمرية من 18 سنة الى 29 سنة قد استحوذت على النسبة الأكبر من مستخدمي هذه الشبكة بحوالي 35 %.
وهنا يظهر دور النساء الفعال في الخطوط الأمامية والخطوط الخلفية والتوعية والتثقيف والمشاركة الايجابية في جميع مواقعهن .
واننا وبكل فخر سنتحدث عن قصص النساء اللواتي يقمن بعملهن في ظل صعوبة الظروف الحالية حاملين على عاتقهن همّ الوطن ، وسنرصدهن من مواقع عملهن المختلفة لنؤكد كما هو الحال دائما أن العمل على تطوير السياسات العامة الخاصة بالمرأة لا يأتي انطلاقا من فلسفات فكريه فارغه وانما من وقائع عملية تؤكد مكانة دور المرأة في سوق العمل وفي التشريع وفي الخدمة الاجتماعية وفي السياسة وفي الاقتصاد وفي جميع مناحي الحياة .